Saturday, April 08, 2006

إبراهيم داوود... أنشودة البساطة و سبب كاف للتوقف عن كتابة الشعر

المكان.. كافيتريا طب الاسكندرية
الزمان.. صيف 1990
أول لقاء مع شعر إبراهيم داوود كان من خلال صفحة الادب التي كان يحررها علاء الديب
كان المقال يقدم الديوان الاول "تفاصيل". كان التوحد الشعري مع إبراهيم حادا و لحظيا حيث يقول:

كانت تدندن في قطارالليل بأغنية حزينة
كانت تحدق في أناملها
وأنا أحدق في جدائلها الطويلة
كانت جميلة

إبراهيم داوود... أنشودة البساطة و القابض بكف من حرير علي الحالات العابرة غير الممسوكة. صوت متفرد يداعب اللاوعى كمطر خفيف.. بعيدا عن لزوجة الخطاب الثقيل واللغة المراوغة.

قال إبراهيم:
والنساء الجميلات……،
والنيل بين الأصابع….،
والله………………
وأمى التي نسقت فرحتى ثم ماتت….،
ورحمتها….،
وأحلام……
أكاد امسك طرفها…..،
ورائحة الحوائط….،
وسقف لا يصد الماء……
والذى بيننا من حدائق:
أحبك

إبراهيم داوود...
أنت سبب كاف للتوقف عن كتابة الشعر


ثلاث قصائد
إبراهيم داود
الرجل الماجن الحنون

سألعن محمد الماغوط
كلما ابتعدت في العمر
لأنه الرجل الماجن الحنون
الذي اكتشف للغضب مزايا جديدة
وخبأ نفسه في كيس قديم
بصق علي المارة
المارةِ الأغبياء
الذين يتحدثون عن عبقرية أطفالهم
ويبحثون عن مقاعد مريحة..
سألعنه ما حييت
لأنه اكتشف طريقا جانبيا
طريقا عريضا
لا يفضي إلي شيء.
قبل النوم
أحب أن أسمي الوحدة "شجرة"
وأكره الأبواب التي تفتح بمفتاحين
أحب البيوت التي لها رائحة
وأكره الشوارع الطويلة
وأمتلك في الجنة ثلاث شقق
استمتع بالكسل في الصغيرة
وأكتب قصائد وحكايات في الثانية
أضيعها في الأولي
التي بها أنهار من الخمرة
ونساء يروجن للغناء
لدي ما يكفي من السجائر
وأحب طريقتي في المشي
والخير للناس
وأكره القطط السوداء
في الليل
وعندما أكون حزينا
آكل كثيرا
وأضحك كثيرا
وأسرف في كل شيء
وأبدو مسالما
وعند عودتي
أقابل كوابيس في الطريق
عندما أكون
علي وشك النوم.
طريقة الأغراب
الأغراب لهم طريقة في الكلام
تختلف تماما عن الكلام
يقولون - إذا أرادوا أن يقولوا-
ما يريدون
عن طريق آخرين
يملكون لغة طيبة
قوتها في فقرها
..................
الأغراب معنيون بالتفاصيل
ويحافظون علي البيئة
ويدعمون السينما
ويطالبون بتحرير الركض من الأيدولوجيا