Saturday, July 22, 2006

نورمان فينكلستين .. والصراع العربي الإسرائيلي




The most effective way to restrict democracy is to transfer decision-making from the public arena to unaccountable institutions: kings and princes, priestly castes, military juntas, party dictatorships, or modern corporations.
Noam Chomsky

في وسط زخم شديد من كتابات وإستنهاضات وإرتعاشات إسلاموية عروبجية قومية ـ تدخل في باب الخطاب الإنتحاري ـ
علي هامش العدوان الإسرائيلي المجرم علي الجنوب اللبناني ..

يأتي خطاب نورمان فينكلستين لتفسير الصراع العربي الإسرائيلي
بعيدا عن الإنفعالية، وموثقا بالشرعية الدولية لإثبات الحق الفلسطيني.

تعرفت علي نورمان فينكلستين منذ عشر سنوات من خلال رده الاكاديمي علي كتاب
From Time Immemorial
وكنت محظوظا عندما إستمعت له وقابلته شخصيا بعد المحاضرة التي ألقاها علي أساتذة وطلبة جامعة كولومبيا في مارس 2006.

نورمان فينكلستين شخصية تستحق الاشادة والقراءة المتأنية لفهم أعمق للصهيونية وصناعة الهولوكوست.

بالمناسبة ... نورمان فينكلستين أمريكي يهودي ولد لأبوين من ضحايا الهولوكوست.
ـ تحذير لمرضي الأرتيكاريا العنصرية ـ


الروابط
------
لقراءة تاريخ نورمان فينكلستين وكتبه

وآخر حديث أدلي به للصديقة إيمي جودمان في برنامج الديموقراطية الآن،

والفيديو الخاص بالمناظرة بينه وبين شولوم بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي الاسبق.

نص المناظرة بين بن عامي ونورمان فينكلستين 2

نص المناظرة بين بن عامي ونورمان فينكلستين 3

المناظرة بين مؤرخ صهيوني مشهور بيني موريس و بوريس شاتسيف من جهة ونورمان فينكلستين

Norman Finkelstein & Former Israeli Foreign Minister Shlomo Ben-Ami Debate: Complete Transcript

ورحل فلان وحكاياته .. عن الفضاء التخيلي


إهداء

-----

إلي صديقي الجميل فلان ..

من يجمل الهواء للعطاشي، يموت ظامئا.

وها أنت تمضي تاركا فضاءا تخيليا، لترتب طقس الهواء

في حيز الواقع.

الكلمات .. نجمة تتصيدها، لك منها السؤال الخفي

وللفقراء البريق.

--------------------------


إتفقنا أن نقيم العدل في المقهي

وقلنا: نبدأ الآن السماحة في توهجها

ورفعنا راية العصيان ضد الشكل

وشكلنا الحروف كما نريد

وآمنا بضحكة عابرة

وقلنا:لا حدود لنا

جئنا علي نفس القطار

وودعنا الحقول والبحر

ودورنا

لنكون أكثر حدة

ونكون أجمل ما يكون

----------------


محمد ..

سلام عليك يوم ولدت، ويوم حكيت ،

ويوم كتبت عن رحاب والآخرين في زمن ردىء.

دمت لي صديقا.

Saturday, July 15, 2006

عائق المنع و التحريم اللاهوتي ... العقل و الله





لن تراني ، حتى تراني أفعل .
العلم كله طريقٌ إلى العمل .
الجهل عمود الطمأنينة .
المحادثة لسان من ألسنة المعرفة .

النفري



مفتتح

إذا إفترضنا أن الإنسان مجرد سؤال، فهل يفتح هذا باب الأسئلة المسكوت عنها عمدا أو مصادفة ؟
في ظل البيئة الثقافية المتردية التي يعيش فيها الشعب المصري بطوائفه المتعددة، يصبح مجرد السؤال عن إمكانية فتح ملف لاهوت الدين الإسلامي ، ضرب من الجنون.
ولو إفترضنا جدلا، إمكانية تفنيد المقولات الأساسية في لاهوت الاسلام، سيرد علينا كثيرٌ من رجال الدين قائلين بأفضلية القرآن على العقل، وبأن الإسلام لا يحتاج إلى التطوير: فهو، كمنظومة أيقونية نهائية، غير قابل للبحث – أي لإعمال العقل – باعتباره صالحًا لكلِّ زمان ومكان، وبأن «الدين عند الله الإسلام» (آل عمران 19). فالإسلام كائن مكتفٍ بذاته، ويستطيع إيجاد الحلول للناس والمجتمعات والعقول، في حين أنه غنيٌّ عنها – وهذا لأن الإسلام، من وجهة نظرهم، «أيقونة» هائلة منجزة، ذات مصدر إلهي؛ وقد تكفَّل الله باستمرارية انتصاره وضمانه حتى النهاية: «إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون» (الحجر 9)، «لا غالب إلا الله»، «فإن حزب الله هم الغالبون» (المائدة 56).


القداسة والتقديس

إن الركيزة الأساسية في أي "مشروع" لتحليل النصوص الدينية هي نزع القداسة، وإقناع المسلمين بضرورة هذا وفائدته، والأخذ في الإعتبار السياق التاريخي للنص الديني.
وهو غالبا ما يقابل بعاصفة من التشنج الديني، وإلقاء تهم الزندقة والهرطقة، والتآمر علي الإسلام.

وتقديس النص يعود إلى تقديس "المصدر" الذي وَضَعَ النصَّ واعتباره مطلقًا في القيمة والقدرة. وبذلك يتحول النص، بدوره، إلى مطلق في القيمة والقدرة، ويتلازم تقديسُه مع تقديس المصدر–الإله. لكن تقديس النصِّ تاريخيًّا، من خلال تجربة الإنسان المعروفة، يكون متوجهًا نحو "شكل" النص باعتباره وحيًا فقط، ولا يتجاوزه إلى تقديس "مضمونه"؛ أي لا يتم الالتزام بمضمون النص المقدس

وفي ظلِّ السيطرة المطلقة لهذا «المقدَّس» على عقول المسلمين وضمائرهم، يتعذر طرحُ أية تساؤلات جوهرية. وبذا سيكتفي رجال الدين باجترار مقولات المتأخرين، وبالعمل على توسيع مساحة التقديس، لتشمل شخوصَهم وآراءهم؛ في حين أن نزع القداسة ضرورة مرحلية تُمليها ظروفُ البحث العلمي الجادِّ في أية ظاهرة. وعندما تكون هذه الظاهرة دينية، تغدو الحاجةُ إلى نزع القداسة أكثر إلحاحًا، لأن البحث العلمي إنما ينطلق من فرضيات تحتمل الشك بغرض الوصول إلى الحقيقة، أو الحقائق، بينما المقدس أساسه مسلَّمات لا يطالها الشك.


إشكالية التقديس والقداسة

إن الفكرة الأولى التي تعيق تطوير الفكر الاسلامي هي فكرة التقديس، بكلِّ ارتباطاتها ومستوياتها. وإذا بدأنا خدش الجدار الخارجي لدوجمائية التقديس، لابد وأن نبدأ برموز التأسلم المعاصر كإبن لادن وسيد قطب والشعراوي والخميني والسيستاني وابن باز والقرضاوي ومن علي شاكلتهم، حتي نصل إلي رموز الإسلام متمثلا في الصحابة وأئمة آل البيت ومؤسِّسي المذاهب السنِّية والخوارج والمعتزلة والمتصوفة.

لامناص من الخروج من حالة "التجرثم" والطبقات المتراكمة من التقديس للوصول لعالم أرحب لفهم الآخر وقبوله، وفهم أنفسنا وقبول التعدد والإختلاف.

إن التجرثم يبدأ بالتشكيك المطلق في عقائد الآخرين، من مسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وعَلْمانيين. فهؤلاء كلهم خارج "الكبسولة" ومن ثم ، فجميعهم في النار، وكلهم كفار ـ راجع أحاديث الشيخ الشعراوي في تفسيره لسورة مريم وهو يكفر المسيحيين نهارا جهارا ، والمتأسلم العدواني عمر عبد الكافي وهو يمنع مصافحة أو إلقاء السلام علي جارك المسيحي ـ

إن كلَّ دين هو طريق للوصول إلى الله، وله، بالتالي، من المشروعية ما لكلِّ دين آخر. ما من دين يحتكر الحقيقة وآخر زاغ عنها؛ وما الاختلاف بين الأديان سوى أمر يقتضيه التباين الثقافي بين الجماعات والأمم والشعوب


دوجمائية السلطة الدينية والسياسية

إن المنهج الدوجماتي الديني والسياسي يصر على وجود خصم شيطاني يتربص بالمسلمين والمصريين، ليبرر استمرار حالة الطوارئ واستمرار التفويض المطلق ، ثم ليرمي عليه مسؤولية كل المشاكل والأخطاء والمصائب و الفشل ... الفشل الذي لم يعد تجاوزه يتطلب عملية نقد ذاتي ومراجعة ذاتية وتجديد داخلي ، بل الفشل المبرر سلفاً بالعدو الخارجي وبوجود المتآمرين معه ، مما يعني الحاجة لمزيد من التضحية والطاعة، وللوقوف في وجه الشيطان المعادي أي للمزيد من الديكتاتورية ، والقمع . وهذه أحد أهم سمات العقل السياسي والديني القمعي ، الذي يتمحور السلبي فيه حول (( الصهيونية العالمية التي هي النواة الخبيثة للصليبية التي تنظمها الماسونية حسب مبادئ بروتوكولات حكماء آل صهيون ، الذين أجمعوا على تدمير العروبة والإسلام ، منذ عبد الله بن سبأ الذي شق صفوف المسلمين ، وأثار الفتنة بينهم .. وصولاً إلى أو بوش الابن وشارون.

ولا يفكر الإنسان المصري ولا يخطر بباله ولو لحظة واحدة أن يتأكد من حقيقة وجود مثل تلك الأوهام ، بل ينطلق منها كبديهية مطلقة وأولية متناسبة ومنسجمة مع عقله الدوجمائي الذي يرى العالم بلونين أبيض واسود ، معنا وضدنا ، منظار مغرق في الذاتية والتعصب والانغلاق والبعد عن الآخرين وعن الحوار والتفاهم مع الآخر .

العلمانية والحرية

لابد من الخروج من حالة التقهقر الفكري الاصولي، وفتح آفاق المعرفة والعلم والعلمانية.
العلمانية لا تعني القضاء على الدين و إنما وضع حد للغزو الذي يقوم به الخطاب العقائدي للمجتمع.
العَلمانية، من حيث الجوهر، موقف فكري من مسألة المعرفة. فعلينا التعرف أولاً، ومن بعدُ الاستفاضة في المعرفة، فكيفية استيعاب المعرفة، وأخيرًا كيف نعلِّم ماذا نعرف دون التأثير على أيٍّ كان.
هذه هي العَلمانية، وهي ليست معركة ضد أي شيء بعينه.

العلمانية و الحرية مفهومان مرادفان، كما أن الإسلام بذاته ليس مغلقا في وجه العلمانية, و لقد شهدت المجتمعات الإسلامية تجارب علمانية عبر التاريخ. لقد عرفت القرون الأربعة الأولى للهجرة حركة ثقافية مهمة استطاعت الخروج على القيود التي فرضتها السلطة الدينية.
فالمعتزلة عالجوا مسائل فكرية أساسية انطلاقا من ثقافتهم المزدوجة المرتكزة على الوحي الإسلامي و الفكر اليوناني. كما أدخل المعتزلة بعدا ثقافيا و لغويا في طريقة طرحهم مسألة خلق القرآن و اعترفوا بمسؤولية العقل و دوره في فهم النص الموحى به و امتلاكه. إلا أن الأمر آنذاك حسم لصالح الخط الأشعري الممثل للخط الرسمي.
كذلك الشريعة، فهي ليست قانونا إلهيا مباشرا, و إنما هي ناتجة عن عملية بلورة تاريخية محضة قام بها بشر استنادا على القرآن و الحديث و السيرة النبوية في القرنين الأول و الثاني للهجرة.


خاتمة

الدين ليس هوية ( بمعنى الهوية الوطنية الحديثة ) وإذا صار هوية فإنه يكف عن كونه دين ، فهذا يعني تحوله من مضمون إلى شكل ، من قناعة وإيمان داخلي وضمير محاسب ، إلى انتماء وهوية وعصبية تورث وتنتقل بالوراثة ، وتولد مع كل إنسان بغض النظر عن تكوين أناه العليا المحاسبة , وعن نشاط ضميره الأخلاقي الذي يعطي للأشياء صفة الخير والشر ، وهذا يؤدي مباشرة إلى الطائفية السياسية والتزمت الديني والأصولية

تحول الدين الشائع اليوم بعد دمار الأسس المعرفية القائم عليها ، إلى دين شكلي شعائري مظهري بعيد كل البعد عن الإيمان والضمير والوازع الداخلي ، صار الدين مظهراً وهوية وانتماء وإعلان وأيديولوجية، وليس ضمير محاسب والتزام ذاتي .. الدين الشائع اليوم دين قديم شكلاً ، مركب على أخلاق وضمير وقيم رأسمالية شهوانية ، طاقية وذقن وحجاب ، واستثمارات وسيارات ، وليس التزام وتضحية وإيثار ، الدين لم يعد مشروعا لتسويد وتغليب الاجتماعي والعام على الفردي والخاص ، بل هو استثمار للعام في الرصيد الخاص ومن أجله ، واستغلال للتراث والذاكرة والثقافة التقليدية التي صارت ذات قيمة بذاتها بسبب العدوان الخارجي والدولة القهرية ، في سبيل تحقيق مكاسب وامتيازات ومصالح فردية خاصة مغرقة في الأنانية.


المراجع
------
الدين والعقلانية .. هابرماس
إغتبال العقل ... برهان غليون
الإسلام و الإرهاب
مشروع محمد أركون
تاريخ الجزيرة قبل الإسلام .. حسين مروة
من العقيدة إلي الثورة .. حسن حنفي
آليات الخطاب الديني .. نصر حامد أبوزيد

Saturday, July 08, 2006

عائق السلطة ... رؤية نفسية




"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين"

The spirit of democracy cannot be imposed from without. It has to come from within

When I despair, I remember that all through history the way of truth and love has always won. There have been tyrants and murderers and for a time they seem invincible, but in the end, they always fall -- think of it, ALWAYS.

-
Mohandas K. Gandhi -



من الصعوبة بمكان تحديد تعريف موحد لمصطلح السلطة.

فالسلطة عبارة عن مفهوم يتناول علاقة ثنائية بين طرفين أفرادا أو مجموعات.
وتتمثل هذه العلاقة في قدرة الطرف الأول على التأثير على الطرف الثاني، فهي علاقة سببية في أساسها. كما إنها علاقة خطية بين فاعل ومفعول به. وهي علاقةإكراهية أنانية تخدم مصالح الطرف الفاعل على حساب مصالح المفعول به.

وهو مايلخصه ماكس فيبر في تعريفه الوصفي والإعتباري للسلطة علي أنها الفرصة التي تتوفر في إطار سياق "العلاقات الاجتماعية، والتي تمكن جهة ما من إنجاز إرادتها برغم المقاومة، وبدون اعتبار لعملية تأسيس الفرصة.

وبفضل النظرية الفرويدية... تحولت المعرفة في مجال علوم الإنسان إلى أداة للسيطرة والتحكم، بحيث وقع تحويل الإنسان كفرد أو كمجموعة إلى موضوع علمي قابل للتجريب المعملي، وتحول الانسان إلي شىء قابل للتأثير والتغيير لخدمة صراع ما، كصراع السوق والتسويق بالمعني الاقتصادي والسياسي علي سبيل المثال.


وبالتالي، فإن السلطة لا تمارس في حالات غياب الصراع فقط، بل كذلك في حالات يقوم فيها طرف ما بأعمال تجعل عملية الصراع غير ممكنة، وذلك من خلال إقناع موضوع الفعل أن من مصلحته أو أن مصلحته تكمن في الاستجابة لمطالب، أو الاندراج ضمن أجندة، الطرف الفاعل، أو من خلال إقناعه بأن احتجاجه على فقدان مصالح معينة، وبالتالي دخوله في صراع في مجال معين يهدد مصالح أهم.

خطاب السلطة
.................
الخطاب يدل علي توجيه الكلام لمن يفهم، أي نقله من الدلالة علي الحدث المجرد من الزمن إلي الدلالة الإسمية.

ويستخدم الخطاب في إطارالسلطة القمعية ـ سلطة الديكتاتور / الديناصور ـ كأداة لتغطيه عدم شرعية الحكم للنظم الديكتاتورية، وللهيمنة علي واقع المجتمع كوسيلة وحيدة للتفكير داخل ذلك الواقع.
ويصبح الخطاب السياسي للسلطة مجرد توظيف سلبي للمكون الاساسي للأيديولوجيا.

: مميزات الخطاب القمعي

ـ تضاد المعني الدلالى، وهو خلق كلمات وتعبيرات ذات دلالات مبهمة غير مفهومة كتعبير الجبارالرحيم


ـ تخصيص المعني، وهو إعطاء الكلمات معني حصري لاوجود له خارج السياق الذي أنتجه وتحويله لي مصطلح ككلمة المؤامرة مثلا

ـ إختزال المعني، وهو إحلال لكلمات معينة وإعطائها صفة المنظومة المتكاملة ككلمةالشعب، الطبقات العاملة، المواطن المصري البسيط. وهو مايؤدي إلي الإيحاء بأن المتحدث الرسمي هو البديل الرمزي الحقيقي للشعب
.
ـ الادماج والاندماج، حين يقوم الخطاب القمعي بالإتحاد بالجماعة وإعطاءنفسه حق التمثيل والتحدث بإسم الجماهير.

في مجمل الامر، خطاب السلطة هو خطاب يكرس مجتمع الرعية كبديل لمجتمع المواطنين ولايعترف بتعددية الفكر، وإختلاف الرأي وإحترام الآخر.

كيفية تجاوز عائق السلطة
------------------
غالبا ما أتسائل: هل الديمقراطية مناسبة كأداة إصلاحية للعالم العربي؟ فإذا كان هذا هو شأن الديمقراطية فلماذا تناضل شعوبنا من أجل تبني أنظمتها لها؟ أليس ذلك تحول من السيء إلى الأسوأ؟


إن أهم سمة من سمات الاستبداد في العالم العربي هو احتكاره بالعنف لمجال الحركة في المجال العام والخاص.

فالديموقراطية ممارسة حياتية قبل ان تكون ممارسة سياسية. وهو قلما وجد داخل إطار المجتمع العربي كلية والاسرة كنواة.

ومازالت فكرة الاب الرعوي تسيطر علي نفسية الانسان العربي، وهو مايؤسس لفكرة الحاكم الاوحد صاحب الكرسي. وتتم ممارسة السلطوية داخل إطار الاسرة الصغيرة والمجتمع الابوي.

لذلك لابد للديموقراطية والحرية الفردية ان تبدأ من أسفل السلم وليس من أعلاه.


إن الغرب، بما في ذلك اليابان واستراليا، بدأ تحقيق الشرط التاريخي لحضارته الراهنة بالتأسيس للانسان الفرد المواطن الحر، مصدراً لكل السلطات في إطار الدولة الديموقراطية القومية. والخيار المطروح أصلاً علينا ليس الخيار بين ان نكون ديموقراطيين في الداخل أو نكون ديموقراطيين مع الخارج.


الخيار يكمن في الإقرار أولاً بحق الانسان العربي وبالحاجة الى ان يكون انساننا هذا حراً حاكماً ومشاركاً، منتمياً الى الوطن أولاً وأخيراً، باعتباره مصدر كل السلطات.

لابد أن نتغلب علي العائق النفسي للسلطة، مع العمل علي التغلب علي سلطة الحاكم الديكتاتور... في نفس الوقت.

جدلية العلاقة بين الجينوم واللغة





الكفر والإيمان يفترقان من حيث الاسم ، ويشتركان من حيث الحقيقة فلا فرق بينهما

يا أهل الإسلام أغيثوني، فليس يتركني ونفسي فآنس بها، وليس يأخذني من نفسي فأستريح منها، وهذا دلال لا أطيقه.

هؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصباً لدينك وتقرباً إليك. فاغفر لهم ، فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا، ولو سترت عني ما سترت عنهم لما ابتليتُ بما ابتليت

- الحلاج -

إن دخلت في العلوم ، فادخلها عابراً : إنما هي طريقٌ من طرقاتك فلا تقف فيه ، فيأتيك الذين بنوا فيه ، فيغروك بمنازلهم التي بنوها فيه . ليس أمامكم باب فتقصدون ، وليس وراءكم باب فتلفتوا إليه .

العبارة ميلٌ فإذا شهدت مالا يتغير لم تمل .

الجهل حجاب الرؤية والعلم حجاب الرؤية

- النفري -

..................................................


:مفتتح

في البداية .. لابد من وضع حد فاصل للتمييز بين أصل اللغة وتطور اللغة عبر التاريخ الانساني.
وهذا الفصل التمييزي قائم علي تمييز آخر بين أصول الحياة نفسها وما تتابع بعد ذلك من تطور لمختلف صور الحياة عبر ملاين السنين.

ويركز باحثو التطور اللغوي علي معرفة كنه العمليات الدماغية وعلاقتها بمراكز التعلم الموجودة في أنحاء مختلفة بالمخ البشري، وكيفية العمل في هارمونبة شديدة لخلق مايسمي باللغة
كما يعمل الباحثون علي معرفة العوامل التي جعلت السلوك المنطوق جزء حيوي من النشاط الانساني.

ونستطيع التخمين بأن تطور اللغة وتغيرها ليس قائما علي عملية التطور الجيني لسببين

أولا ـ تطور اللغة عملية فائقة السرعة مقارنة بعملية التطور الجيني

ثانيا ـ أي إنسان ولد في بيئة لغوية معينة يمكنه تعلم لغة أخري تنتمي لبيئة مختلفة بسهولة

وغالبا ماتوجد علاقات شديدة القوة ببن عملية التطور الاولي للغة وماتلاها من تداعيات لتوليد لغات أخري حسب فرضية توحيد الشكل
Uniformitarian Hypothesis
كما عند ليلل
Lyell
في الجيولوجيا أو داروين في الاحياء.
والتي تقول بأن العمليات الفاعلة لخلق اللغات عبر التاريخ، هي نفسها التي لعبت دورا حيويا في
عملية خلق اللغة
Genesis of Language, abinitio
وهو ما لوحظ عند تطور
Pidgin
وهي لغة الانسان خليط الاوروبيوالافريقي إلي ما يعرف ب
Cerole
وهي خليط اللغات الاوروبية وحدها.

ويبدو أيضا أن هناك علاقة بين تعلم اللغة والتغيرات التي تطرأ عليها بمعني أن مشغلات السلوك المعرفي
Cognitive operators
التي تدفع إلي عملية تعلم اللغة هي نفس المشغلات المسئولة عن مستقبلات الفهم الثقافي والاقتصادي وتفاعلات تعلم اللغة.

التطور اللغوي وتطور الجينوم

هناك ثلاثة محاور اساسية للغة

الشكل
The Form
كالاصوات، الكلمات، ترتيب الكلمات، المد والمط والتنوين، الضغط الصوتي الخ ، وهي ما بني عليه التحدث.

المعني
The Meaning
وهو مايعبر عنه بالحديث. وغالبا ما يرتبط المعني بعامل التفاعل مع البيئة. علي سبيل المثال ألوان الاحمر والاصفر والاخضر لاشارات المرور ومعناها المرتبط بقرار التحرك او الوقوف. المعني غالبا ما يكون مشفر كحالة معلوماتية شرطية الاستدعاء
transformation over Information states
ـ تذكر الفعل الشرطي والفعل العكسي عند بافلوف ـ


التأثير
The effect

تأثيرات اللغة المنطوقة والحديث هي السلوكيات التي ترتبط بالمستمع كنتيجة للمعني المتولد من عملية النطق والكلام. اذا عملية التوليد والتطور اللغوي هي عملية تحول الظني إلي اليقيني.
أما الجينوم فنستطيع ان نراه كوسيلة إتصال تؤثر علي عملية تطور الخلية والحفاظ علي نفسها وسلوكها الخلوي.
ونستطيع رؤية التشابة والتماثل بين تطور اللغة وتطور الجينوم، حيث ان الاخير يمر بسلسلة من التفاعلات الحيوية التي تحدد تطور الخلايا والاعضاء والحفاظ علي التكامل الوظيفي.

فماهي أوجه التشابه



المادة الجينية للكائن الحي وترتيب ال

DNA

مماثل لتريب الشكل في اللغة المنطوقة

وظائف الجينات في حدوث التغيرات للعمليات الحيوية الكيميائية تشابه نفس الدور الذي يقوم به المعنى في اللغة المنطوقة

التأثير الوظيفي للجينات هو تركيب وسلوك الكائن الحي والاعضاءالذي يعطي له القدرة علي اداء وظيفته وهو يماثل التأثير في اللغة المنطوقة.

هذه هي وجهة نظري
من الناحية العلمية فقط، ووجه التشابه هذا هو رؤية شخصية ناتجة عن تحليل العناصر.


مثال لمعضلة اللغة

يتبني بعض علماء النفس ـ وانا معهم ـ مقولة ان مرض الفصام العقلي قد نتج عن خلل جيني عند انسان
Homo sapiens
لقدرتة المبكرة علي انتاج اللغة المنطوقة..والتغير الجيني مرتبط بالاتي
Speciation events related to Xq21.3 and Yp chromosomal transposition
والذي يفصل تلك الفصيلة عن فصيلة القردة العليامما ادي الي تكوين
Cereberal torque
في فصي المخ الدماغي مع اختلافات في معدل نمو القدرات اللغوية وغير اللغوية.
والجزء الخاص بهذا هو من الفص الامامي الايمن الي الفص الخلفي الايسر.
وهذا قد يفسر وجود نسبة ثابتة 1% من مرضي الفصام في العالم وايضا الاختلالات اللغوية المصاحبة للمرض.
- لاحظ وجود اللغة الخاصة لمريض الفصام -


مثال آخر لمعضلة اللغة
اللغة عند الصوفية

لم يعد بإمكان اللغة العادية أن تصوِّر الدقائق الصوفية التى يودُّ أهل الطريق البوح بها. وتفاقم ذلك الإشكال التعبيرى، حتى صار بمثابة أزمة تبدَّت فى شطحيات أبى يزيد البسطامى او تضحية بالكشف ككلمات الحلاج فقد قدَّم الحلاَّج حياته ثمناً لمحاولته التعبير عن الأحوال التى، يعاينها ويعانيها.قام المتصوفة واهل الخطوة بما يعرف بتفجير اللغة والتخلص من الاساليب الشائعة وكل التراكمات اللغوية والدلالية وارجاع اللغة الي مادتها الاولية وهي الحرف.

ألا يعتبر هذا توليد وتطور للغة ... ثم يدخل المتصوفة مقام الرمز ، ومن الحروف الي الاسماء التي هي حقائق الاشياء والتي أراد الله تعالى أن يتميَّز آدم بها عن كل مخلوقاته... لقد قام الحلاج بإرجاع اللغة الي عواملها الاصلية الحروف.. ومشي علي دربه الجيلي في سر الظرف المودع فى الحرف .
- لاحظ رمزية الحرف عند الصوفية واللغة الرمزية ليونج -

الخلاصة

ان اللغة المنطوقة هي خلق ابداعي خاص بالانسان . وهذا العمل الخلاق لم ينتج عن الحتمية البيولوجية ولكنه تأثر بشكل باطني بعملية التطور الجيني. ان عملية التطور ونظرية التليد والتوالد جزء من الذكاء الداخلي للخلية الحية
Cellualr Inner-Intelligence
وهو مايعزز نظرية التقليد ومايسمى بالدارونية الاجتماعية
Mimic social Darwinism
فالظاهرة الصوتية تتبع البرنامج الموجود بالخلية وتسير علي خطواته.

والله أعلم

...........................

Official Documents

National Center for Biotechnology Information (NCBI) http://www.ncbi.nlm.nih.gov/genome/seq This organization, a division of the United States National Institute of Health, stores and analyzes recent discoveries in the field of biotechnology. The link below shows the most recent information on Human genome Sequencing.
The International Centre for Genetic Engineering and Biotechnology (ICGEB)
http://www.icgeb.trieste.it/This organization is dedicated to the safe use of biotechnology.
The National Human Genome Research Institute
http://www.genome.gov/glossary.cfmThis institute has compiled an excellent audio glossary of genetic terms.

References


Begley, S. (2000, April 10). Decoding the human body., pp. 50–57.
Carnegie Library of Pittsburgh. (1994). The handy science answer book. Detroit, MI: Visible Ink Press.
Chiras, D. D. (1993). Biology: The web of life. St Paul, MN: West.
Cowley, G., and Underwood, A. (2000, April 10).

A revolution in medicine. Fischer, J. S. (2000, July 3).
Golden, F., and Lemonick, M. D. (2000, July 3). The race is over.

ملحوظة: كتب هذا الموضوع كتعليق علي الدراسة المتميزة التي قام بها الصديق د/ أسامة القفاش عن العلاقة بين الجينوم البشري أو مشروع دراسة التركيب الوراثي للإنسان وعالِم اللغة العربي أبو الفتح عثمان بن جني.
الموضوع موجود بمدونة مقالات أسامة القفاش
http://kaffasharticles.blogspot.com

Monday, July 03, 2006

ثقافة للخلف در ... الحجاب وتراث العفاريت






إن الانفعال الحق، هو الذي يتجه إلي كل ما هو جديد، لا لمجرد الخلاص من كل ماهو بال عتيق،
فهو يؤدي إلي إستيقاظ قوي غير متوقعة من الافراد، بل هو يؤدي إلي تغير نظرة الناس إلي الآلهة ذاتها.

ـ بور كارت


مازلت أعتقد أن الخوض في ترهات الهوس الديني الذي يغزو مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما، مضيعة للوقت والجهد.

ونتج هذا عن قناعة بإن نقد ونقض ودحض سفاسف الجناح الاعلامي للإسلام السياسي، وحركات الردة الثقافية المتأسلمة، تدخل في نطاق إهدار الطاقة التي يجب أن توظف تجاه تأسيس لغة الخطاب الثقافي ومغادرة منازل المحنة وإطلاق إمكانيات العقل والتخلص من أسر هذه المراثي البائسة.

فنموذج الاسلام السياسي لايصلح معه الحوار لغياب الارضية المشتركة ، وهو ظرف تاريخي مؤقت مصيره إلي زوال. ويجب التعامل معه كعنصر هدام، سوف يتحطم ويندثر بإحلال الدولة المدنية العلمانية وأنموذجها التفسيري.

حيث لا يوجد مكان للنظم والجماعات الفاشية مثل جماعة الأخوان، أو جماعات السلفية والجهاد ، لأنها تقع تحت طائلة القانون المدني الذي يمنع ويجرم ويعاقب الممارسات السياسية الدينية أو المذهبية.

ومما يثير الغثيان الفكري، عودة الحديث عن الحجاب والنقاب وتأويل النص الديني ، وصحة الاحاديث من عدمها، وسيادة الدوجما المسبقة، واليقين القطعي، والرؤية الاستاتيكية للتراث التي لاتربطه بواقع، بقدر ماتعتبره كيانا فضائيا جاء من فراغ، رغم تزلزل كل البني التحتية التي قام فوقها.

وبالطبع، قامت الصحف العربية بتكرار وترديد نفس النشيد، تزيد وتضيف من ذات الرصيد إلي ذات الرصيد، ولاتضيف إلا مزيدا من المعلومات المتحفية إلي معلومات حجرية، في تنافس رائع في دوجمته وثباته عند الاصول.

وقد جاء كل هذا في معرض الحديث عن تحجب الممثلة سحر ترك وما أثارته من نقاش حول "تدين" السينما الايرانية.
وكأن حجاب الأخت البيريونية ينقلها من كونها ممثلة متوسطة الموهبة صاحبة ملف في الآداب، إلي منزلة داعية وهابية، وصاحبة تنظير ثقافي تأسلمي، قادرة علي إبداء النصح والمشورة ـ باللين والموعظة الحسنة ـ للسينمائيين المصريين لإقتفاء أثر السينما الايرانية.

وهي لاتعلم ـ بالضرورة ـ أن السينما الايرانية تحاول جاهدة الخروج من هيمنة خزعبلات حكم الملالي الديني، ولايمكن تصنيفها بكلمة الدينية.

هكذا يعود الحديث عن الحجاب إلي سيرته الاولي، وتلوك الالسنة والاقلام تعريفه، وأشكاله وأنواعه وحكمه ، داخل إطار العنعنة والبسملة والحوقلة لكل من تابعي السلف الصالح، والاخوان والاخوات المتأسلمين بمختلف الطوائف والملل والنحل.

وتتوه الرؤية، وتهدر الطاقة، في سفاسف القضايا، وفسافس الامور كالحجاب وغشاء البكارة وطهارة الجنب وحد الردة، وتراث المد النفطي الوهابي الأغبر.
ليصبح المتأسلمون كقربة الفساء التي يحملها الشعب المصري، والواجب التخلص منها للتأكد من الطهارة الفكرية.

وبعيدا عن ترهات المتأسلمين، لا أظن أن البحث عن الاسباب التي أدت إلي تخلف الثقافة العربية هي نقطة البداية الصحيحة للخروج من أزمة التخلف.

والافضل هو تحديد مايمكن عمله بشكل فوري للخروج من هذه الازمة. فإشكالية الوعي بالغرب دائما ماتؤدي إلي طرح السؤال:لماذا تخلف العرب ؟ في حين أن السؤال الاصح الذي يجب طرحه هو: لماذا تقدم الغرب ؟

وللبحث في تخلف و ردة المجتمع العربي، لابد من تحديد العوائق التي يجب تجاوزها للوصول إلي أسباب تقدم الغرب ،


: وهي كالآتي

1 ـ عائق السلطة

2 ـ عائق الدولة البوليسية

ـ عائق الجهل والأمية 3

4 ـ عائق التحريم والمنع اللاهوتي

5 ـ عائق الطائفية الدينية والقبلية السياسية

6 ـ عائق الاقتصاد



وسوف نفصل كل من هذه العوائق علي حدة، إذا سمح الوقت والجهد.


2 الواحدون ... قوس قزح




الواحدون

قوس قزح .... ذهان عقلي 2
---------------------

ـ مفتتح ـ

للموت أجنحة ..
.. وللأحزان أسنان
..ولنا قلوب .


لابد لك أن تعلم أنني لا أعلق أهمية لهذه الحياة ، ولا لموت الفراشات الملونة أو الزهور عديمة القيمة.
ولك أن تعرف أيضا أن لون السبورة لايناسب أحدا .. كلنا رماديون ، نحيا في المقاهي والبارات والسجون
وننتظر الموت قبل الثلاثين .. كجائزةُ للكتابة

تري ماذا سيحدث لو سكن النهار وراء السماء ؟

أنا لا أعني شيئا لأي شىء.. لكن تشابكات أغصان الملح مع الفروع البيضاء وفقاعات الظل والبحر المجهول ، إتخذوا قرارا بالتنفس داخل أفكاري ، عقابا علي دموع ليست لي، وخطوات لم أخطوها ـ الخطوات التي لا تأخذ مرتين ـ .

الرمال مازالت تتذكر موج الفيضان ، عالقة علي القفص الحديدي الذي تأتيه الطيور من مكان قصي لتغني.

في هذا اليوم، جاءت المرأة ذات الألق والإشراق لدرجة إنعدام الرؤية، مع أن عيناي رأت قبل ذلك إحتراق ذاتي.

شاهدت نفسي بنفسي ، كحارس الفنار المهجور، قصي في الظاهر، مندمج في الباطن، داخلي في قبض، أمري في عزلة، مشوش الجوهر، أحمل العمر المنقضي لشخص لم أعشه، إسمه إسمي، ومحنته محنتي ...

لماذا أنا منقطع عما قبلي ؟

أنا أعرف نوع الستائر في هذه المدينة المنسية، وأعرف سكانها الموتي، الذين لايكفون عن إثارتي منذ صارت المقابر أحد أحيائها.

بالأمس، خدعني أحدهم، وقال لي أنه رتب كل شىء، وأنه يتحدث عنهم جميعا، وناولني اوراقا مذيلة بتوقيعات وأختام، وقبل أن أجد الكلمة المناسبة، كان قد تحصن في إبتسامته الراضية، ومات....مثلما يفعل عادة أصحاب المعاطف البيضاء أو السوداء ... هؤلاء الذين أراحوا ضمائرهم.

سوف تظل هذه الشجرة التي قطعت خشبها ، خضراء للنهاية، وسأصبح كعازف الكمان الذي إختنق بأوتار آلته الموسيقية،
وستغدو أنت كالذئاب البيضاء .. في مرايا الثلج.

فالموت ـ كما تعلم ـ .. هو أقل جريمة ممكنة الحدوث
والمستقبل لايأتي أبدا.

لك أن تعلم أن الستائر التي لم يتم رفعها منذ زمن، قد بدأت تطفو علي نوافذ المنازل التي سوف يتم بناؤها...
وأن الأسرة المصنوعة من الزنابق .. قد تراجعت تحت مصابيح الندي
وقالت: سوف يأتي الماء

علي شاطىء البحر،
سأنهض من الضجة التي خلفتها
وأصعد في الغبار الذي أثرته
وسأبدأ من هاهنا
من الحافة
وأتابع سقوطي
فالذي خربش الجفن
وحاصر عيني
وغلق كل الجهات


لم أره؟