Monday, July 03, 2006

ثقافة للخلف در ... الحجاب وتراث العفاريت






إن الانفعال الحق، هو الذي يتجه إلي كل ما هو جديد، لا لمجرد الخلاص من كل ماهو بال عتيق،
فهو يؤدي إلي إستيقاظ قوي غير متوقعة من الافراد، بل هو يؤدي إلي تغير نظرة الناس إلي الآلهة ذاتها.

ـ بور كارت


مازلت أعتقد أن الخوض في ترهات الهوس الديني الذي يغزو مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما، مضيعة للوقت والجهد.

ونتج هذا عن قناعة بإن نقد ونقض ودحض سفاسف الجناح الاعلامي للإسلام السياسي، وحركات الردة الثقافية المتأسلمة، تدخل في نطاق إهدار الطاقة التي يجب أن توظف تجاه تأسيس لغة الخطاب الثقافي ومغادرة منازل المحنة وإطلاق إمكانيات العقل والتخلص من أسر هذه المراثي البائسة.

فنموذج الاسلام السياسي لايصلح معه الحوار لغياب الارضية المشتركة ، وهو ظرف تاريخي مؤقت مصيره إلي زوال. ويجب التعامل معه كعنصر هدام، سوف يتحطم ويندثر بإحلال الدولة المدنية العلمانية وأنموذجها التفسيري.

حيث لا يوجد مكان للنظم والجماعات الفاشية مثل جماعة الأخوان، أو جماعات السلفية والجهاد ، لأنها تقع تحت طائلة القانون المدني الذي يمنع ويجرم ويعاقب الممارسات السياسية الدينية أو المذهبية.

ومما يثير الغثيان الفكري، عودة الحديث عن الحجاب والنقاب وتأويل النص الديني ، وصحة الاحاديث من عدمها، وسيادة الدوجما المسبقة، واليقين القطعي، والرؤية الاستاتيكية للتراث التي لاتربطه بواقع، بقدر ماتعتبره كيانا فضائيا جاء من فراغ، رغم تزلزل كل البني التحتية التي قام فوقها.

وبالطبع، قامت الصحف العربية بتكرار وترديد نفس النشيد، تزيد وتضيف من ذات الرصيد إلي ذات الرصيد، ولاتضيف إلا مزيدا من المعلومات المتحفية إلي معلومات حجرية، في تنافس رائع في دوجمته وثباته عند الاصول.

وقد جاء كل هذا في معرض الحديث عن تحجب الممثلة سحر ترك وما أثارته من نقاش حول "تدين" السينما الايرانية.
وكأن حجاب الأخت البيريونية ينقلها من كونها ممثلة متوسطة الموهبة صاحبة ملف في الآداب، إلي منزلة داعية وهابية، وصاحبة تنظير ثقافي تأسلمي، قادرة علي إبداء النصح والمشورة ـ باللين والموعظة الحسنة ـ للسينمائيين المصريين لإقتفاء أثر السينما الايرانية.

وهي لاتعلم ـ بالضرورة ـ أن السينما الايرانية تحاول جاهدة الخروج من هيمنة خزعبلات حكم الملالي الديني، ولايمكن تصنيفها بكلمة الدينية.

هكذا يعود الحديث عن الحجاب إلي سيرته الاولي، وتلوك الالسنة والاقلام تعريفه، وأشكاله وأنواعه وحكمه ، داخل إطار العنعنة والبسملة والحوقلة لكل من تابعي السلف الصالح، والاخوان والاخوات المتأسلمين بمختلف الطوائف والملل والنحل.

وتتوه الرؤية، وتهدر الطاقة، في سفاسف القضايا، وفسافس الامور كالحجاب وغشاء البكارة وطهارة الجنب وحد الردة، وتراث المد النفطي الوهابي الأغبر.
ليصبح المتأسلمون كقربة الفساء التي يحملها الشعب المصري، والواجب التخلص منها للتأكد من الطهارة الفكرية.

وبعيدا عن ترهات المتأسلمين، لا أظن أن البحث عن الاسباب التي أدت إلي تخلف الثقافة العربية هي نقطة البداية الصحيحة للخروج من أزمة التخلف.

والافضل هو تحديد مايمكن عمله بشكل فوري للخروج من هذه الازمة. فإشكالية الوعي بالغرب دائما ماتؤدي إلي طرح السؤال:لماذا تخلف العرب ؟ في حين أن السؤال الاصح الذي يجب طرحه هو: لماذا تقدم الغرب ؟

وللبحث في تخلف و ردة المجتمع العربي، لابد من تحديد العوائق التي يجب تجاوزها للوصول إلي أسباب تقدم الغرب ،


: وهي كالآتي

1 ـ عائق السلطة

2 ـ عائق الدولة البوليسية

ـ عائق الجهل والأمية 3

4 ـ عائق التحريم والمنع اللاهوتي

5 ـ عائق الطائفية الدينية والقبلية السياسية

6 ـ عائق الاقتصاد



وسوف نفصل كل من هذه العوائق علي حدة، إذا سمح الوقت والجهد.