Monday, July 03, 2006

2 الواحدون ... قوس قزح




الواحدون

قوس قزح .... ذهان عقلي 2
---------------------

ـ مفتتح ـ

للموت أجنحة ..
.. وللأحزان أسنان
..ولنا قلوب .


لابد لك أن تعلم أنني لا أعلق أهمية لهذه الحياة ، ولا لموت الفراشات الملونة أو الزهور عديمة القيمة.
ولك أن تعرف أيضا أن لون السبورة لايناسب أحدا .. كلنا رماديون ، نحيا في المقاهي والبارات والسجون
وننتظر الموت قبل الثلاثين .. كجائزةُ للكتابة

تري ماذا سيحدث لو سكن النهار وراء السماء ؟

أنا لا أعني شيئا لأي شىء.. لكن تشابكات أغصان الملح مع الفروع البيضاء وفقاعات الظل والبحر المجهول ، إتخذوا قرارا بالتنفس داخل أفكاري ، عقابا علي دموع ليست لي، وخطوات لم أخطوها ـ الخطوات التي لا تأخذ مرتين ـ .

الرمال مازالت تتذكر موج الفيضان ، عالقة علي القفص الحديدي الذي تأتيه الطيور من مكان قصي لتغني.

في هذا اليوم، جاءت المرأة ذات الألق والإشراق لدرجة إنعدام الرؤية، مع أن عيناي رأت قبل ذلك إحتراق ذاتي.

شاهدت نفسي بنفسي ، كحارس الفنار المهجور، قصي في الظاهر، مندمج في الباطن، داخلي في قبض، أمري في عزلة، مشوش الجوهر، أحمل العمر المنقضي لشخص لم أعشه، إسمه إسمي، ومحنته محنتي ...

لماذا أنا منقطع عما قبلي ؟

أنا أعرف نوع الستائر في هذه المدينة المنسية، وأعرف سكانها الموتي، الذين لايكفون عن إثارتي منذ صارت المقابر أحد أحيائها.

بالأمس، خدعني أحدهم، وقال لي أنه رتب كل شىء، وأنه يتحدث عنهم جميعا، وناولني اوراقا مذيلة بتوقيعات وأختام، وقبل أن أجد الكلمة المناسبة، كان قد تحصن في إبتسامته الراضية، ومات....مثلما يفعل عادة أصحاب المعاطف البيضاء أو السوداء ... هؤلاء الذين أراحوا ضمائرهم.

سوف تظل هذه الشجرة التي قطعت خشبها ، خضراء للنهاية، وسأصبح كعازف الكمان الذي إختنق بأوتار آلته الموسيقية،
وستغدو أنت كالذئاب البيضاء .. في مرايا الثلج.

فالموت ـ كما تعلم ـ .. هو أقل جريمة ممكنة الحدوث
والمستقبل لايأتي أبدا.

لك أن تعلم أن الستائر التي لم يتم رفعها منذ زمن، قد بدأت تطفو علي نوافذ المنازل التي سوف يتم بناؤها...
وأن الأسرة المصنوعة من الزنابق .. قد تراجعت تحت مصابيح الندي
وقالت: سوف يأتي الماء

علي شاطىء البحر،
سأنهض من الضجة التي خلفتها
وأصعد في الغبار الذي أثرته
وسأبدأ من هاهنا
من الحافة
وأتابع سقوطي
فالذي خربش الجفن
وحاصر عيني
وغلق كل الجهات


لم أره؟