Saturday, October 21, 2006

رد علي مقال "الصهيونية على "الشازلونج" النفسي




حاولت مرارا وتكرارا الابتعاد عن نقد الخلط والخرف الفكري تحت مسميات علمية لكثير من المقالات المنشورة بموقع إسلام أون لاين.


وحينما طالعت "صدفة" مقال "الصهيونية على "الشازلونج" النفسي!" لكاتبه د.محمد المهدي ولقبه العلمي المسطر بآخر الصفحة هو إستشاري الطب النفسي .. رأيت من الواجب تفنيد مزاعم هذا الطبيب من الناحية المنهجية، وكشف الكم الهائل من الجهل والإدعاء الكامن تحت عناوين براقة وألقاب لامعة.

بداية، لست أتعرض هنا لموضوع المقال، بل للمنهج المستخدم والجهل المطبق بأوليات التحليل النفسي
Psychoanalysis

يبدأ المهدي مقاله بجملة شديدة الإلتباس والتعميم ليجمع بين اليهودية والصهيونية في إناء واحد. ويظل يتأرجح بين الشخصية اليهودية والشخصية الصهيونية - حسب تعبيره - في سرد وصفي وكأنهم نفس الشىء.ثم ينبري هذا الطبيب المهدي ويحدد تشخيصه قبل عرض الحالة، مدعيا بإستخدام "التحليل العلمي النفسي ". ولم يحدد الشيخ الطبيب منهجه في التحليل النفسي، وهل هو فرويدي أم يونجي .. وأغلب الظن أنه يتبع المنهج الحفلقي في التدليس والتهييس.

وهاهو يدعي الموضوعية والالتزام فيقول" وحاولنا رؤية الصهيونية من جانب آخر أكثر موضوعية والتزامًا، هو الجانب العلمي، فإننا نستطيع أن نرصد الملحوظات التالية: حين يعتبر اليهود أنفسهم شعب الله المختار ......... الطبيب يحاول رؤية الصهيونية ويبدأ منهجه " التحليلي" بالحديث عن اليهود جملة. لن نتعرض لتشخيصه بأننا أمام "مرضية "بارانويا" سوي بتوجيه نظره إلي معلومة أولية وهي أن مرض البارانويا كأحد أمراض الشخصية
Personality Disorders
يرتبط بشكل كبير بفقدان الهوية والتوحد مع الضحية
Identity Loss & Victim Identification
والتوحد ثلاث أنواع: توحد مع المفقود الميت، أو توحد مع البطل، أو توحد مع الضحية
وهو غالبا مايصاحب بنوع التعبير عن الغضب بدلا من الضحية.

أما عن الهوية، فمن المعروف أن العرق اليهودي يحمل هويته أينما ذهب كتابوت العهد علي كتفيه، وأما عن الضحية .. فأي الانواع تقصد؟ ولماذا؟

وهكذا ظهر ضلال المهدي من خلال علم واضح بالأقوال الإبتدائية التي كنا نحفظها من كتاب المطالعة الرشيدة، ليكسب بها ثقة من لا يفقهون القول فيتبعون أسوأه... ويغازل ممولي هذا الموقع ضاربا بعرض الحائط أصول الكتابة العلمية وأدبيات التحليل النفسي .
وربما فعل هذا لشىء في نفسه، أو شىء في جيبه.

ومما يسترعي العجب تلخيصه للعلامات المرضية بدون تحديد لمن تنتمي هذه العلامات. هل تنتمي الي اليهودي أم الصهيوني أم كليهما؟
كذلك علاجه الناجع الفاجع بالكي أو البتر .. لمن؟ لليهودي أم الصهيوني؟ فالفرق كبير بين ديانة توحيدية وأتباعها وبين حركة عنصرية عفنة كالصهيونية.

وكما كان فرويد مقتنعا بأن الإنسان لا يسير مدفوعًا بالليبيدو وحده ، بل وبجملة أخرى مجهولة من الدوافع اصطلح على تسميتها بـ"غريزة الموت". وهو القائل بأن الوظيفة الأساسية لغريزة الموت، هي تدمير الفرد وإعادته إلى حالة الجمود وانعدام الحياة. وقد رأى فرويد في العدوان الصريح المظهرَ الخارجي لهذه الغريزة.

كذلك أيقنت من خلال هذا المقال بأن كاتبه يعاني من شيئيين:
1- غريزة الموت
2- مفهوم المريض في دفع كونتير-ترانسفيرينس
patient-induced countertransference
وهي الحالة التي يتلبسها الطبيب المعالج لا شعوريا ليحل محل الشخص المسبب
لمشكلة المريض النفسي.

أيها الطبيب المهدي بدلا من تمييع المنهج والإستخفاف بعقول القراء .. عليك أن تدعو إلي ممارسات التربية الهادفة إلى تعزيز الكوابح ضد العدوان لبعث الكثيرَ من الأمل في التخفيف من غلواء العنف.

هناك مئات الأبحاث التي تسبر أغوار الشخصية اليهودية، وتفضح إدعاءات الفكر الصهيوني الملتبس، ولكنها تقوم علي منهج علمي ملتزم، وجهد شاق، وعمل دؤوب، وليس الإدعاء بالمعرفة ، والإفتخار بالألقاب السنية، والتحدث بما ليس لك به علم .

الاطلاع والتحصيل هو زادك الذي تحتاجه لإكتساب الكياسة وفقدان التياسة

ونظرة ياشيخ مهدي .. ولكن في الكتب