وهم الإيديولوجيا وصدق الكتابة
إلي الأصدقاء ... أسامة القفاش وفلان الفلاني وعلان العلاني وياسر ثابت
كالشجر المورق العالي ـ أنتم ـ سبب كاف لزرع الامل في حدائق الشتاء
وقوفا بين جناحي جبريل ..
إنتظارا للرفرفة
أتى علينا حين من الدهر، إعتقدنا أن الكتابة لاتكون لذاتها، بل هي واسطة لشئ نتفيؤه من ورائها، إنها الاخلاق والإيديولوجيا
الإيديولوجيا هى حزمة من الافكار المتعالية، تصر علي قسر الواقع، وفق أنموذجها المسبق والمثالي. ألا ما أضيق الإيديولوجيا، وا أرحب العالم.
في أغلب الأحيان أردنا أن نحيل الكتابة إلي مشروع للتغيير، فأنزلناها من حيث ندري أو لا ندري، إلي منزلة الوسيلة، في كل ما تحمله هذه الكلمة الأخيرة من ابتذال. وما علمنا أن الكتابة فعل ناجز، تستمد مشروعيتها من داخلها، ولا تحتاج إلي وسائط من خارجها، فأنت تكتب لأنك تريد أن تكتب وكفي بها غاية.
الكتابة لذة، واللذة لا تتاج إلي من يفسرها، إنها الرعشة والومضة التي تتقد، كنجم مسافر خلف الذات لإكتشاف المعني
إننا مختلفون في الافكار. ولكننا متفقون علي مبدأ اللذة. فما بالنا نستحي ونغطي أفكارنا بهذا الوشاح الصفيق. صفيق
لأنه لا يشف عما في دواخلنا، وندعي أفكارا، تموه علي صهيل الشهوة، في كتاباتنا.
أكتب وتكتب. لأشير وتشير، أننا لسنا عرضا زائلا، بل نحن بما نمثله أو نتمثله، جوهر في صيرورة التاريخ، للمستحيل، وللزمن المعاد نصبو فيما نكتب، نزجي الاغاني، ونرتل الاناشيد، ضد صورة الزمن المستبد.