Wednesday, December 20, 2006

The Departed الراحلون .. فيلم سكورسيزي الجديد



إهداء إلي د.أسامة، د.خالد، إيماتيور ، شريف نجيب، وأخي الحبيب المهندس ياسر عبقري هندسة الإتصالات وخلافه
...................................................................
.
.
"لا أريد أن أكون نتاج بيئتي ... أريد بيئتي أن تكون نتاجي الشخصي"

غالبا .. لن يفوز مارتن سكورسيزي بالإوسكار هذا العام عن فيلمه "الراحلون .... مرة أخري
.
فالفيلم الإشكالي ذو الجمال التصويري الفائق ، والتراكيب البصرية العنيفة، أروع من أن يحوز إعجاب لجنة التحكيم ذات التوجه السياسي
.
قطعة فنية بالغة العنف والقسوة ، رسمها سكورسيزي بحرفية وعينه علي أصل المشكلة: تحول الانسان من حالة إلي حالة، ومن شخص إلي آخر
.
في الراحلون .. يعود سكورسيزي إلي موضوعه المفضل: قلب المدينة النابض بالجريمة ، الذي يفسح مجالا بصريا متسعا لرشرشات الدم، وعقدة الذنب، والخيانة / الخطيئة .. لتتناثر أشلاء الجميع ، بلا إستثناء
.
قصة فيلم الراحلون مقتبسة من فيلم "علاقات جحيمية" والذي أنتج في هونج كونج عام 2002
.
قام بكتابة السيناريو المبدع ويليام ماناهون الذي قام بنحت ديالوج شديد العنف والسوقية إلي درجة الشاعرية ليضعه علي ألسنة أبطاله .. في أقرب تناول حتي الآن للوجه الآخر ـ المتوحش ـ لمدينة بوسطن التي تنام في أحضانها أعرق الجامعات ، وجمال معماري لا تخطئه العين
.
لكن أعين سكورسيزي و موناهان تنصب علي لوحة الفسيفساء البرية في جنوب المدينة علي خلفية واقع ملوث بالتمايز العرقي والطبقي .. حيث كل الفئران تمرح محاصرة في متاهة واحدة
.
من خلال طاقم الفيلم الخمس نجوم، وبمصاحبة فنانة المونتاج ورفيقة رحلة سكورسيزي ثيلما شوون ماكر ، يبدو فيلم الراحلون وكأنه كريشندو تصاعدي لفيلم عصابات نيويورك، عبر قفزة تاريخية من القرن التاسع عشر إلي لحظة الآن بجنوب بوسطن وسكانه ذو الاصل الأيرلندي
.
وكأن ليوناردو دي كابريو يحمل ماضيه من فيلم عصابات نيويورك، ليضعه تحت عناية المجرم العتيق جاك نيكلسون ـ كوستيلو ـ بديلا عن دانيل داي لويس .ـ وهنا تظهر علامتهما المميزة وهي "الجووتيي" أو السكسوكة الشيطانية ، وهي عند بيكلسون كزهرة كاملة التفتح بينما لدي كابريو كبرعم صغير ـ
.
كان ليوناردو دي كابيو يبحث عن الثأر في عصابات نيويورك، بينما في الراحلون هو رجل البوليس السري بيلي كوستجان الباحث عن الخلاص من الماضي الإجرامي الملوث لعائلته والمستعد أن يخاطر بحياته في سبيل خلاصه
.
ثم يأتي مات ديمون ـ كولن سوليفان ـ كالظل اليونجي ل كابريو، حيث يلعب دور المخبر الجديد بإدارة البوليس وهو الجاسوس والابن لزعيم المافيا الايرلندية جاك نيكلسون. كلتا الشخصيتان تشتركان في عدة عناصر: كلاهما جاسوس أو فأر بتعبير كاتب السيناريو، كلاهما يعمل لدي البوليس والمافيا لكن بدرجة شديدة التفاوت، وكلاهما علي علاقة عاطفية بالطبيبة النفسية ـ فيرا فراميجا ـ
.
وهكذا يبدو وكأن "الفئران" في الفيلم قد حوصرت بلا مخرج حيث وضعهم سكورسيزي كل في مكانه بعناية وحزم، في نادي العنف المزدوج داخل الإطار القانوني أو الإجرامي ... فلا فرق
.
ثم تأتي موسيقي الرولنج ستونز كخلفية موسيقية مستمرة منذ فيلم "الرجال الطيبون" لتربط بين المشاهد والأحداث وتقطيعات المونتاج كأداة وصل بين فيلمين متباينين في الزمان والمكان.وكأن الرجال الطيبون قد عبروا ساحة اللقاء النقاط الخمس لعصابات نيويورك كي يلتقوا في جنوب بوسطن علي هيئة "الراحلون"
.
"لا أريد أن أكون نتاج بيئتي ... أريد بيئتي أن تكون نتاجي الشخصي"
.
بدأ سكورسيزي فيلمه بهذه الجملة علي لسان بطله جاك نيكلسون ، وفي الخلفية مشهد من مشاهد العنف وجرائم الكره عام 1974وهكذا بدأ كوستيلو سرد القصة بسادية مفلسفة ، يستعرض فيها مفهومه عن القوة والكراهية والعنف المنتج.وكأنه يقول أن إدانة النفس والإعتراف بالذنب ، هي الأدوات التي تؤدي إلي تجاوز الأخطاء والنجاح قي التملك، بعيدا عن إتهام الآخر وتبرئة الذات... حيث الخيانة عملة ذات وجهين .. كلاهما مهلك
.
ويأتي سكورسيزي في المشهد الأخير ليجعل الفأر الكبير يتحرك ببطء علي حافة النافذة المطلة علي قبة القانون وهيئاته
.
وكأنه يقول: ماتت الفئران .. عاشت الفئران
........
......
....
ملحوظة: الفيلم لايزال في دور العرض هنا .. و يوجد لدي نسخة ماستر ، لكن لم أستطيع تحميل الملف علي الصفحة لأن حجم ملف الفيلم 2.82 جيجا ولايوجد موقع يسمح بتحميل أكثر من 500 ميجا. من يعرف حل لهذه المشكلة يقول ..
وسوف أقوم بتحميل الفيلم ليراه الجميع....
النسخة الماستر هدية من شركة الإنتاج علشان محدش يسألني جبت الفيلم منين....
كل سنة وأنتم طيبين .. هانكاه وكريسماس وعيد الأضحي المبارك
....
..