Thursday, June 29, 2006

الواحدون ... إعترافات مريض نفسي 1



الواحدون

1 الفخ ... وسواس قهري
------------------------

ـ مفتتح ـ
نور القصد .. في خلل الخطي بدد.


خلال تلك الفترة، إستطاع أن يتجنب تماما الظروف تامة الظلام ، شديدة الغموض، كما يتجنب المصابون بداء المعدة .. الوجبات الثقيلة
.
فضل البقاء فوق السطوح لتربية الطيور، وللتحقيق والبحث في مسائل معينة بشأن العناكب.

ولهذا الغرض ود لويغلق علي نفسه في الحديقة الصخرية، حتي لايري الشمس والنهر المجاور واللغة. ولايظهر علنا إلا في وقت متأخر من الليل..
وإلا ......

وبعد التشاور مع القميص والأكمام والتحدي، قرر أن يقذف لمحات غاضبة إلي القمر، في محاولة مستميتة للتخلص من مريض الصفراء الذي يتشبث بالحياة كتشبث الزوائد اللحمية بالنفس الإنسانية.

" عندما كنت وحيدا .. كنت أملك ذاتي "

أخذ يمشي ذهابا وإيابا، وهو يدرك تماما ما فعله عندما تمدد بين الألواح الخشبية في القبو المعتم.
وبدأ يروي الحلم، بمختلف الطرق والوسائل، المناسبة لحل مشاكله الطارئة الصغيرة.

وفي تلك اللحظة، بدأت ممارسة طريقتي الشهيرة لتفسير الأحلام والتي تتكون من فعل العنف للعنف نفسه، ومن ثم أستطيع تصور ما أود تصوره بإستحضار المشاهد التي إمتلكتها يوما ـ ومسبقا ـ مع القوي الأخري في العالم.

وبهذه الطريقة، تمكنت من الحصول علي معلومات لاتقدر بثمن، عن خيط القلق الذي أصاب ذاته أو ذواتنا، وعن السفر إلي الخارج، والإضطرابات في سلوك الأشجار، والعقد الدينية وعلاقتها بحركة القمر.

لكن، كل هذه الإحتياطات كانت غير كافية.. لأسباب يصعب شرحها.

إختفي الباب في الركض، ومال علي الظل سهم، وبدأ ينزلق لأسفل بشكل درامي ويميل كالطائرة معطوبة الجناح الايسر عند الهبوط.

فقدت روحه القدرة علي الإرتفاع مثل منطاد مثقوب، وتوقف سير غريزة الحفاظ علي الذات،
وأخذ يصرخ: لقد فقدت أهم مكوناتي.. لقد فقدت التحيز.

وأصبح لامفر من أن أسقط في فخ الهاتف والذي يمتص كل شىء ويسيطر عليه كالثقوب السوداء.

وبيد مرتجفة، بدأ الإتصال بجميع الأرقام المصابة باللعنة، والتي يكررها الآن ، شكل عفوي وقهري، أثناء النوم.

البؤس والشكوك، ملأت الثواني التي تلت لقائي به، بينما هو يقف كالهيكل العظمي خلف مائدة الجحيم والمغطاة باللون الأصفر الكريتوني ينتظر الاجابة من الطرف الآخر من العالم، والنصف الاول من ذاته، مسجون في حفرة.

هذه الضوضاء المتقطعة الصادرة من الهاتف أخذت تنغرس في روحه كالإبر النارية القادمة من السماء.

وبدأ العرق .. وبدأت الهمهمة

الخروج إلي النور ... ضعف
نصر المحبين ... فوضي
الذي يقذف النرد ... غيري
الذي يشطب الليل ... أنت
الذين يهيمون حول الجدار ... جبابرة ومرضي
اللغة كالدخان يفصل مابين ذاتي ... ومن يستمعون

لم أرغب في إجراء هذه المحادثات الأكثر حميمية معه، والتي عملت علي إستفزازها، بنفس الطريقة النمطية.

أصبح صوته سميكا كالرغبة، مشحونا بالسؤال، وعندما سمعته يناديني بإسمي الأول ممتلئا بنبرة الاسلوب القسري للألفة، شعرت بالضيق.

أخذ يجبر نفسه علي الضحك بصوت عال ...عندما سقط في حالة الإنهيارالنفسي ، بعدما أمضي ساعات من الدردشة،
إلي أن ظهرت السيدة التي تحمل صندوق النذور، خلف الشاشة الكبيرة،
والتي ماتت في نهاية العرض بصورة فظة وغبية نتيجة الخروج من القصيدة الرعوية.

هذه ... هي تشوهات صاحب الإلتماس المقدم للملاك الواقف علي أبواب السماء ـ وبوابات الجنة ـ

وتلك ... هي الكوارث التي أتعبت روحه ، وجعلتها تسكن أسفل القبو المعتم شديد الرطوبة.

أمعن في التحديق وهو معلقا من جفنيه

وقال لي:

تذكر...

علينا أن نلتقي في اليوم التالي عند نبع الشبق

أو باب المسجد.. أو الكنيسة.. أو المعبد

الذي أفضل

أن أنسي ... إسمه.

Friday, June 23, 2006

فيزياء الكم وظواهر ماوراء النفس




إهداء
-----
إلي كل الاصدقاء ... علني أجد معكم مايكفي لإنارة السراج ، والرحلة ..... وإن طالت.


كل العيون تتساوي نواظرها وتتباين مناظرها. فمناظر العموم من نواظرها في إطراقها فعن قصد ما ترجع نظرا، ولو كافحها المنظور بالمنظر تقية وقفها عن الإطراق إلا بها وأرسلها عن النظر إلا به. فحيرت عن الايراء في المرأى، وانفصلت عن الرئي بالموري.

إذا رأيت النار فقع فيها ولا تهرب فإنك إن وقعت فيها انطفت وإن هربت منها طلبتك و أحرقتك .

العلم المستقر هو الجهل المستقر .

أقعد في ثقب الإبرة ولا تبرح وإذا دخل الخيط في الإبرة فلا تمسكه وإذا خرج فلا تمدّه وافرح فإني لا أحب إلا الفرحان .

محمد عبد الجبار النفري




الموجات الكمية الوظيفية والموجات المعرفية
مدخل لدراسة دوران الالكترون الاشعاعي وتشكيل الوعي


تأسيس أول


بعض الأسئلة اثيرت مؤخرا حول الصراع بين نظريات الفيزياء الحديثة وظواهر قبل الادراك. ومن الملاحظ ان هناك الكثير من المقاومه الفكريه لدراسة خوارق اللاشعور ، علي أساس الافتراض المشترك بأن باراسيكولوجيكا الظواهر ـ البحث في ماوراء النفس ـ تتعارض مع المادية المعاصرة نظريا ، وبالتالي فمن المستبعد اثباتها بشكل معملي تجريبي.

وأستطيع القول بأن علوم الفيزياء النظرية المعاصرة لم تكتمل وتتبللور بعد، وقد نري في المستقبل القريب هارمونية العلم الفيزيائي النظري مع البحث في ماوراء النفس .

وقد تسائل حديثا لوتشا عما إذا كانت قوي الطبيعة المجسدة قبل الادراك تنتهك مسلمات النظرية السبية. كذلك لورنتز عندما أشار الي ان التحول الرياضي المتجسد في النظرية النسبية الخاصة غير مهتم او مكترث بإتجاه الزمن.

وبالنظر الي المعادلات الكلاسيكية للميكانيكا النسبية نجد أنها متسقة زمنيا، وكذلك معادلات النسبية الخاصة بديناميكا الكم الكهرومغناطيسي، والتي تتضمن ايضا توازي الزمن ولكن بشكل أكثر تعقيدا، علي أساس عكس الزمن / الوقت
Time Reversal
وبمرجعية القياس لمستوي فيزيقي واحد، نجد ان علوم الفيزياء لاتهتم باتجاه الزمن.

Direction of Time

ومن الناحية العملية، نحن نجرب الزمن في إتجاه واحد. علي سبيل المثال، عند حساب مقدار الاشعاع الصادر من الالكترونات المتسارعة
accelerating electrons

من البديهي إستبعاد أي حلول لمعادلة ماكسويل والتي تتحرك إلي الخلف ـ الماضي ـ وهذه الموجات الماضوية الخلفية ثابتة بالحساب الرياضي، ولكن غالبا مايتم استبعادها لوجود تأثير معين لها يتبع السبب لهذه الموجات.
effect (the backward wave) & cause ( the acceleration of the electron ).

وفي ورقة البحث التي قدمت سنة 1949 فينمان ووييلر ـ طرح فينمان ثابت النظرية الكلاسيكية الكهرومغناطيسية التي تشمل موجات الانتقال الي الوراء في الزمن. وتبين أنه في حالة الامتصاص / الاستيعاب الكامل للكون، حيث لا يتسرب الاشعاع، تأتي الموجات خلفية / ماضوية الزمن لتوفير الطاقة المحافظة علي أثر نقطة في الزمان والمكان ، وبشكل ملائم لإلغاء كل زمكان آخر.

وهو ما أدي الي الاستخدام الفائق لتوازي الزمن في معادلات الفيزياء دون حدوث اي نزاع مع خبرتنا المنطقية والفلسفية والعلمية بأن السبب يؤدي إلي النتيجة

وقد حصل فينمان علي جائزة نوبل بالمشاركة، لتطويره عملية حساب مقدار النظرية الكهرومغناطيسية التي تستخدم الموجات المتحركة للأمام ولكن نجاحه الاعظم كان نتيجة استخدامه التوازي بين الجزيئات ومضادات الجسيمات مثل الالكترون والبوزيترون والتي احتوت علي الزمن العكسي.

ما أريد ان أقوله: أنه حتي في معادلات ماكسويل الكهرومغناطيسية، والتي ترجع الي منتصف القرن الثامن عشر، وجدت بذور وإرهاصات موجات ماقبل الادراك.

ولنا ان نلاحظ التطورات الاخيرة في العلوم الفيزيائية كامتداد اكبر لاطروحة العقل الكمي. انظر كتاب ميشو كاكو ـ مابعد أينيشتين ـ وكتاب
الفضاء المرتفع
Hyperspace
لوصف أعمق لما يسمس بالموجات الكهرومغناطيسية والاهتزاز في البعد الخامس.

هذا وتعد نظرية الوتر وماتلاها ـ نظرة الاوتار الفائقة ـ أحد أهم وأبعد أركان علوم الفيزياء الحديثة. وحتي وقتنا هذا، لم تثبت نظرية الوتر أي شىء وهو ما أدي الي رفضها من قبل بعض المنظرين. ولكن لايمكن انكار الميزة الكبري لنظرية الوتر ،ألا وهي استمرارية الثبوت الرياضي، وهو مايعيب نظرية النسب الكمية للنقطة. ونظرية الوتر تشمل أيضا قوة الجاذبية وهو ماينقص نظرية المجال الفيزيائي الكلاسيكي.

والثمن الباهظ الذي دفعه أصحاب نظرية الوتر للحفاظ علي النسق الرياضي هو إلزامهم للأوتار بالوجود في مساحة لاتقل عن عشرة أبعاد، وهو مادعاهم لتفسير غياب البعد السادس علي أنه ـ إنهيار ـ
Collapse
ناتج عن صغر حجم المجال، حيث ان الابعاد ذات أهمية في إطار العمل الداخلي للجسيمات الاولية.

وهنا يأتي السؤال: ماعلاقة هذا بدراسة خوارق اللاشعور ؟

يجب أن نعلم ان المدخل لدراسة علوم ماوراء النفس هو قدرة هذه الاشارات ـ مثل موجات كهربية ـ علي السفر في الابعاد الاخري. لذلك
ليس من المستغرب العثور علي المعلومات الواردة إلي القفزة العصبية
Neuoral hub
في الابعاد الاربعة للزمان والمكان.
وهذه الابعاد الاربعة العملاقة للكون اللانهائي قد لاتتعدي حجم و أهمية فقاعة صابون في كون ذو عشرة أبعاد أو أكثر ـ 26 ـ .

البحث في ماوراء النفس ، هي منطقة أخري من المناطق التي فتحتها فيزياء الكم كعرضة للتأثيرات الخارجية العشوائية والتي يمكن رصدها ووضعها في إطار تجريبي بإستخدام التفسير اللانهائي لفلسفة الكم. ان الاحتمالات التي تعطيها معادلات الفيزياء هي مقدمة لما يمكن ان يكتشف تحت الميكروسكوب المعملي.

دليل آخر علي إلتقاء فيزياء الكم و البحث في ماوراء النفس ، وهي معارضة نموذج دافيد بوهم لميكانيكا الكم، والتي أقيمت علي فرضية ان الموجة الكمية هي الموجة المعرفية والتي تشع قوة غير عادية للجزىء المتحرك. وهذه القوة تعتبر فائقة وغير عادية لأنها لايصيبها الضعف كنتيجة لضعف الموجة.
وهومايشير الي عدم وجود مسافة في حساب الظاهر الروحية اللاشعورية.وهو مايجعل موجة البون

Psi
في فيزياء الكم تحمل نفس خواص البون في مجمل الظواهر النفسانية كظواهر الإدراك الحسِّي الفائق ، وظواهر التحريك بالقدرة النفسية ،وظواهر ثيتا كالتلبس وحياة مابعد الموت و الزينوجلوسي - التحدث بلغة غريبة عن الفرد تحت تأثير التنويم ـ
Xenoglossy

ومن المفيد للباحثين في هذا المجال وضع الحسابات الكمية علي أساس الترابط الجزيئي. والوصف الرياضي للجزيئات المترابطة يبدو انه يشتمل علي التغييرات اللحظية التي تحدث للمادة، بغض النظر عن المسافة الموجودة بين الجزيئات.
وقد يكون هذا عرض من أعراض الصعوبة الرياضية لتركيب نظرية الكم علي النسبية ، أو مفتاح هام لفهم الفكرة المتأصلة من تشابك المادة كميا ونسبيا. وتفاعل الكمي والنسبي أشبه بالتزامن بين يونج وكوستلر، والذي أفضي الي ان الترابط التقلبدي للمادة يتحدي المنطق الفيزيقي.

معذرة لاستخدام مصطلحات قد تبدو داخل اطار التخصص، ولكن وجب ذكرها للتحفيز علي التفكير في موضوع الترابط بين مكونات الوعي والنظرية الجزيئية وماتلاها من نظريات وصولا للكم والاوتار الفائقة.

والغاية والامل، هو الوصول الي استخدام الوعي الانساني لتنشيط موجات البون ـ مجمل الظواهر النفسانية ـ كأداة لتفسير النشاط الدماغي، والانفتاح علي عوالم إنسانية أرحب، خارج هيمنة الخطاب المادي وأحابيل الحداثة وقيود الرأسمالية
وسيطرة كهنة العلم المؤدلج.

References
----------------
D. J. Bem (1996). Ganzfeld phenomena. in "Encyclopedia of the paranormal", 291-296. Ed. G. Stein. New York : Buffalo, Prometheus Books.
J. Beloff (1990). Dualism.
D. J. Bierman and J. M. Houtkooper (1975). Exploratory PK tests with a programmable high speed random number generator. European Journal of Parapsychology, 1.
D. J. Bierman (1985). Parapsychology and Physics. Journal of Indian Psychology, 7 : 1-17.
(pdf) D. J. Bierman (1988). A world with retroactive causation. Systematica, 7 : 6-12.
D. J. Bierman (1988). Anomalous unconscious emotional responses : evidence for a reversal of the arrow of time. Toward A science of Consciousness, TUCSON III conference.
D. J. Bierman (1997). Anomalous anticipatory response on randomized future conditions. Perceptual & Motor Skills, 84 : 689-690.
D. J. Bierman and D. Radin (1998). Anomalous unconscious emotional responses : evidence for a reversal of the arrow of time. Toward A science of Consciousness, TUCSON III, MIT Press.
M. Bruschi (1989). An experiment on acquisition of information through non conventional channels.
M. Conrad, D. Home and B. Josephson (1998). Beyond quantum theory : a realist psycho-biological interpretation of physical reality. Paper given at the Urbino conference on Microphysical Reality and Quantum Formalism.
D. L. Delanoy (1993). Influencing randomness in physical systems : two meta-analyses.
Y. H. Dobyns and R. D. Nelson (1998). Empirical evidence against decision augmentation theory. The Journal of Scientific Exploration : 12 (in press). Contests E. C. May et al. (1995a).
J. A. Donald Evidence supporting quantum information processing in animals.
B. J. Dunne, R. D. Nelson and R. G. Jahn (1988). Operator-Related anomalies in a random mechanical cascade. The Journal of Scientific Exploration, 2 : 155-...
B. J. Dunne (1993). Gender differences in human/machine anomalies. The Journal of Scientific Exploration.
B. J. Dunne and R. G. Jahn (1995). Consciousness and anomalous physical phenomena. Princeton Engineering Anomalies Research, major experimental and theoretical results over the first sixteen years of activity.
H. L. Edge, R. L. Morris, J. H. Rush and J. Palmer (1986). Foundations of Parapsychology. Routledge & Kegan Paul, London and New York.
M. Germine (1998). Experimental model for collapse of the quantum wavefunction. Dynamical Psychology.
W. Giroldini (1991). Eccles's model of mind-brain interaction and psychokinesis : a preliminary study. The Journal of Scientific Exploration, 5 : 145-...
I. J. Good (1997). Where has the billion trillion gone ? Nature, 389 : 806-807.Cet article est une revue (controversée) du livre de D. Radin (1997) :
The Conscious Universe : The Scientific Truth of Psychic Phenomena. Ed. HarperEdge.

Wednesday, June 14, 2006

إبن عربي بين النظر والكشف، وما وراء النفس



حكي الشيخ الأكبر إبن عربي فقال:


دخلت يوماً بقرطبةَ على قاضيها أبى الوليد بن رشد ، وكان يرغب فى لقائى لما سمع وبلغه ما فتح الله به علىَّ فى خلوتى ، فكان يُظهر التعجُّبَ مما سمع . فبعثنى والدى إليه فى حاجةٍ ، قصداً منه حتى يجتمع بى ، فإنَّه كان من أصدقائه ، وأنا (آنذاك) صبىٌّ ما بقل وجهى ولا طرَّ شاربى . فعندما دخلت عليه ، قام من مكانه إلىَّ محبَّةً وإعظاماً ، فعانقنى وقال لى : نعم ! قلت له : نعم ! فزاد فرحه بى لفهمى عنه ، ثم استشعرتُ بما أفرحه ، فقلت : لا ! فانقبض وتغير لونه وشك فيما عنده . وقال لى : كيف وجدتم الأمرَ فى الكشف والفيض الإلهى ، هل هو ما أعطاه لنا النظر ؟ قلت : نعم ولا ، وبين نعم ولا تطيرُ الأرواحُ من موادِّها والأعناق من أجسادها ! فاصفرَّ لونُه .

لقد كان رد الشيخ الأكبر إبن عربي يقوم علي العلاقة الجدلية بين نعم ولا، ومنطق المرآة، وهو منطق أونطولوجيا الخيال، منطق يحررنا من هيمنة المنطق الصوري والأونطولوجية التابعة له، طالما أن المنطق المرآوي ينطلق من رؤية هيراقليطية-سفسطائية تضع الصيرورة مبدأَ لتصور العالم، مما يجعل الجمع بين المتضادات أمراً لا يثير أي حرج لدى القائل به.


فأنت تستطيع الجزم بأن الوجه الذي تراه في المرآة هو وجهك، وبأنه ليس وجهك في آنٍ واحد.
تلك هي جدلية الإثبات والنفي التي تجعل فكر إبن عربي أقرب مايكون لديريدا وهيدجر ومفكري مابعد الحداثة،

"وقد قال الشيخ الاكبر " الخلاف حق حيث كان .

أما فيلسوف قرطبة وجوهرة الفلسفة الإسلامية إبن رشد فقد كانت فلسفته تقوم على إخضاع الوجود لمقتضيات العقل وتحويله إلى علم وأسس، الأمر الذي يقتضي تقسيم الوجود إلى مقولات ومبادئ وجواهر وأعراض، تمهيداً للسيطرة عليه وإخضاعه.

وهذا ما يفسر الإجابة المترددة لابن عربي بين ’نعم ولا‘ على سؤال ابن رشد. ذلك أنه إن لم يكن الشيخ الأكبر ينكر حق العقل في معرفة الوجود ولكنه يرفض إدعاءة بإحتكار معرفة الوجود .

وهو ماحدث مع مفكري مابعد الحداثة، فلم يعد للعقل السلطة المطلقة سواء كانت معرقية أو أخلاقية أو إنسانية، فالعلم الظني والتجريبي ليس هو الوجه الوحيد للحقيقة، والماهية ثابتة في قلب الموجودات. وعلي ذلك يمكن للمعرفة أن تكون موضوعية، و يصبح الخير كم مطلق.

وهذا عين وأساس مابعد الحداثة، فالنظرية تنادي بإعادة النظر في الوسائل المعرفية ـ كالعلم العرفاني وقدرات العقل الكمي والبيسيكوترونيك والحدس، وهو ماسوف نعرضه بالتفصيل معمليا وتجريبيا ـ وهي التي يرفضها العقل كالاسطورة والخيال وظواهر ماوراء النفس

كذلك دعت مابعد الحداثة إلي إلغاء الإزدواجية وإثنية المنهج الاستدلالي كإزدواجية الذات والأعراض، والمبدأ والأثر.

وهذا مانجح فيه الشيخ الأكبر إبن عربي في مقلبلته مع إبن رشد، فلم ينكر طريق النظر، ولكنه عارض أي خلط أو توحيد بين النظر والكشف.

ورغم التشابه الشديد بين إبن عربي وفكر مابعد الحداثة، يبقي شيخنا الاكبر متفردا ـ فهو المؤمن بالحقيقة الواحدة، برغم إتساع رؤيته وسعه قلبه وعقله لإحتواء كل الصور وحدانية أو ربوبية أو آلوهيه.


إجابة نعم ولا، هي إعتراف بإمكان وصعوبة الجمع بين الفلسفة والتصوف، بين النظر والكشف، بين الإتصال والإنفصال.

وهاهو إبن عربي يجمع بين العيان والبرهان، ويقف في برزخ بينهما بمقام الحيرة، التي كلما إزدادت حدتها، إزداد كمال الإنسان.



المراجع:

--------
كتاب التجلِّيات، ضمن رسائل ابن عربي،
- الفتوحات المكية لابن عربي-
رسالة محمد مصباح "ابن عربي"-
مابعد الحداثة د/ ماري كلاجز -
ضد التفسير ريفيو سوزان سونتاج -
مؤلفات هيدجر
- كارلوس كاستانيدا-
- هكذا تكلم زرادشت نيتشه

Friday, June 09, 2006

علم ماوراء علم النفس....Parapsychology




مختصر المصطلحات الفنِّية الأساسيَّة لعلم ماوراء علم النفس
Parapsychology

أثر الغنم–الماعز
Sheep-Goat Effect:
مصطلح أطلقتْه العالِمة شمايدلر لتقسيم الأشخاص الخاضعين لتجربة پسي إلى: "غنم" (الأشخاص المؤمنين بـپسي الذين يحرزون أعلى الدرجات) و"ماعز" (عكسهم).

الشفيفة
Astral Projection:
الخروج من الجسم (أي من حالة التجسد). ويعني تموضُع الوعي خارج الجسم؛ ويكون على هيئة "شبح نجمي" يشابه الجسم الأصلي.

الانشطار الذهني
Mind Splitting :
انفصال بين مستويات العقل وعمل كلِّ مستوى كوحدة مستقلة؛ ويتم الانشطار عندما يحدث عبور مفاجئ بين مستويات العقل.

البحث في ماوراء النفس
Parapsychology:
مصطلح يوناني مركَّب من كلمتين: پارا، وتعني "ما وراء" وپسيكولوجيا، أي "علم النفس"؛ فتصبح "ما وراء علم النفس". وهو الدراسة العلمية لـالظواهر النفسانية
Psychic Phenomena.

وقد صاغ هذا المصطلح ماكس دوسوار في العام 1889.

بون ـ إختصار البحث في ماوراء النفس
Psi:
مصطلح يغطي مجمل الظواهر النفسانية. اقترحه العالِمان ثولسن وواينر في العام 1942. وتُقسَم ظواهر پسي إلى:

أولاً – ظواهر الاستقبال: ظواهر الإدراك الحسِّي الفائق
Extrasensory Perception

، وتعرَّف بأنها مجموعة من التأثيرات الخارجية تنتقل بواسطة غير معروفة، ويتم استلامها في منطقة غير معروفة في الدماغ، لكنها تأتي مترجَمةً على شكل إحساسات خاصة. وهي على أنواع، منها: التخاطُر والجلاء البصري.

ثانيًا – ظواهر الإرسال: ظواهر التحريك بالقدرة النفسية
Psychokinesis،
وتعرَّف بأنها مجموعة من التأثيرات الداخلية التي تسبب حركة فيزيائية، مثل الشفاء النفساني والتحريك عن بُعد Telekinesis
والإسقاط النجمي والتصوير النفساني والارتفاع في الهواء
Levitation.

ثالثًا –البون الفائق
Superpsi:
: وتُعرَف بـظواهر ثيتا
Theta Phenomena، التي هي موضوع دراسة حياة ما بعد الموت عن طريق تأثيرات تسبِّبها النَّفْس (شخصية منسلِخَة عن الواقع)، كظواهر التلبُّس والأشباح والوساطة الروحية.

البون الحيواني
Anpsi:
فرع من فروع الپاراپسيكولوجيا يدرس الظواهر النفسانية عند الكائنات الحية الأخرى.

علم الخوارق
Psychotronics:
مصطلح بديل عن الپاراپسيكولوجيا في روسيا ودول أوروبا الشرقية يدل على التفسير الميكانيكي للظواهر النفسانية.

التَخاطُر
Telepathy:
تأثيرات (رسائل فكرية أو عاطفية) تُتبادَل بين ذهن وآخر. ويُشترَط في حدوث التخاطُر وجود استعداد نفساني أو روحي (رابطة من نوع خاص) بين المرسِل والمستقبِل؛ ويكون المستقبِل أكثر فعالية في الغالب. وقد صاغ هذا المصطلح العالِم مايرز.

التزامُن
Synchronicity:
مصطلح استعمله كارل غ. يونغ كنايةً عن ترابُط معنوي بين حدثين يحدثان حدوثًا مستقلاً أحدهما عن الآخر ولا يخضعان لقانون السبب والنتيجة؛ إذ إن الحدث الأول لا يرتبط بأية علاقة (مكانية أو زمانية) مع الحدث الثاني.

التلبيس
Possession:
فقدان شخص مجموعة من الذكريات والقابليات العقلية والمهارات النفسية واكتساب مجموعة جديدة اكتسابًا جاهزًا عن طريق "روح" أخرى تتلبَّس الجسم الجديد. وغالبًا ما تكون هذه "الروح" الجديدة قد ماتت ميتة قسرية؛ وهو ما يُعرَف بـ"الروح ذات المهمة غير المكتملة". ويجب تمييز هذه الحالة عن التقمص Reincarnation بوصفها حالة مرضية.

التصوير النفساني
Psychic Photography:
قابلية طبع الأفكار على شريط فوتوغرافي بواسطة كاميرا، كظهور أشخاص لم يكونوا موجودين أصلاً وقت التصوير.

الحدس

Premonition:
تتضمن معرفة المستقبل Precognition، معرفة الماضي Retrocognition، الإحساس بالأشعة Radiesthesia (قدرة تتم عبر أداة معينة للكشف عن مواد مخفية، مثل اكتشاف المياه الجوفية بواسطة عصا خاصة)، التكهُّن النفساني Psychometry (تشخيص نفساني لشخص ما يتم بواسطة ملامسة شيء يمتلكه ذاك الشخص)، إلخ. وهناك طُرُق ميكانيكية للمساعدة في حدوث حالة الجلاء هذه، مثل الكتابة التلقائية Automatic Writing والكرة البلورية والپندول (النوَّاس).

البصر الحديد
الجلاء البصري (الاستشفاف)

Clairvoyance:
مصطلح فرنسي يعني "النظر الواضح"؛ ويعني معرفة العالم الخارجي دون استعمال حاسة معينة. ويتفرع منه:

السمع الحديد
الجلاء السمعي

Clairaudience:
هو عينه الجلاء البصري، لكنْ عن طريق تبلُّغ إشارات سمعية؛ وهو نوع نادر جدًّا.

حالات الوعي المتبدِّلة
Altered States of Consciousness:
الانتقال بين مستويات الوعي، من الوعي إلى اللاوعي وبالعكس. ويتم بطريقتين: تلقائية (مثل الأحلام والأمراض الذهنية وقدرة پسي)، وغير تلقائية (بواسطة التنويم المغناطيسي Hypnosis، التأمل Meditation، تعاطي المخدرات أو الكحول أو العقاقير المهلِّسة Psychedelics، الفن، الحساسية المفرطة Hypersensitivity، اليوگا، الصيام). وقد توصف الپاراپسيكولوجيا، عمومًا، بأنها العلم الذي يدرس حالات الوعي المتبدلة.

روح مزعجة
Poltergeist:
مصطلح ألماني في الأصل، ويعني التحريك النفسي التلقائي المتكرر، وبعبارة أخرى، تأثير الحالة النفسية على العالم الخارجي، كظهور أصوات وتحرُّك للأجسام المادية المحيطة تحركًا مزعجًا. وغالبًا ما تتركز "الروح المزعجة" في أنثى مراهقة مضطربة تعاني من عُصاب هستيري يتخذ شكلاً من أشكال پسي للتعبير عن كبت عاطفي.

شبح
Ghost:
عبارة عن رسالة تخاطُرية قوية تنبعث من مرسِل إلى مستقبِل غير مستعد ذهنيًّا، فتسبِّب له حالةً من الهلوسة Hallucination عن طريق تجسُّم مرئي، أو شبه مرئي، لكائن بشري يشبه المرسِل. ويكون المرسِل شخصًا حيًّا أو ميتًا يعاني من أزمة خاصة.

الشفاء
Healing:
إحداث تأثير في جسم المريض، مما يجعله يتحسن تحسنًا جزئيًّا أو كليًّا دون وجود واسطة مادية. وهو على أنواع: الشفاء الغيابي Absent Healing (دون اتصال مادي مع المريض)، العلاج باللمس (وضع اليد على المنطقة المصابة)، الجراحة النفسانية Psychic Surgery (استئصال جزء مصاب من جسم المريض دون الاستعانة بأدوات مادية).

موهوب
Gifted:
الشخص الذي يمتلك قدرة پسي؛ وهو على نوعين: مؤمن بوجود پسي (يحاول تطويرها) وغير مؤمن بوجود پسي (يحاول كبحها).

الهالة

Aura:
: اعتقاد هندي قديم (معترَف به حاليًّا كظاهرة من ظواهر پسي) يؤكد على وجود ما يُعرَف بمجال الطاقة
المحيط بالكائن الحي؛ وهذا ناشئ عن دوامات تشبه الأطباق (تشاكرا Chakras) قوامها حزم شعاعية دوَّارة لولبية ذات أشكال مختلفة، عددها يتراوح بين الخمس والتسع بحسب المراجع. يتناسب حجم الهالة مع درجة تعقيد الكائن الحي؛ وكل دوَّامة تحمل لونًا معينًا. ويمكن تشخيص حالة الإنسان النفسية والذهنية والروحية عن طريق شكل الهالة وحجمها ولونها ودرجة لمعانها.

الوساطة الروحية
Mediumship:

نوع متقدم جدًّا من التخاطُر. والمصطلح الشائع لتلك القدرة النادرة هي تحضير الأرواح Spiritualism؛ ويعني قابلية شخص (الوسيط Medium) للاتصال (التخاطُر) مع نفْس امرئ ميت، تسلك أحيانًا سلوك "روح مزعجة". وتتم الوساطة بعدة طُرُق: كلام "الروح" مباشرة، عن طريق الوسيط شفهيًّا، أو عن طريق الكتابة.


قام بالترجمة الأستاذ عماد الربيعي فله عظيم الثناء علي هذا العمل.

شكر خاص للصديق الدكتور أسامة القفاش لمراجعة وتصحيح بعض المصطلحات الفنية وترجمتها ترجمة فريدة.

وسوف نفصل كل ظاهرة علي حدة، وعلاقتها بعلوم الفيزياء الكمية، وإثبات وجودها وتطبيقاتها خارج أطر وأساسيات نيوتن والفيزياء الجسيمية ومنظومة الحداثة إعتمادا علي أعمال فرنر هيزنبرج وبول ديراك وما تلاهما كلما سمح الوقت،

والله من وراء القصد..

Thursday, June 08, 2006

منطق الطير



قال طائر

ما بين معترك الأحداق والمهج

أنا القتيل بلا إثم ولا حرج



إبن الفارض
......................................

... قال طائر آخر : يا من تقطع بنا الطريق


إلى حضرة الله، أي بضاعة رائجة هناك ؟

وحيث نحن في هذا الوجد،

فإن قلت لنا أي شيء أروج هناك، حملناه.

على المرء أن يقدم للسلوك تحية نفيسة

وزائرهم بلا هدية، ليس سوى خسيس.

فأجاب الهدهد : لو أطعت أمري،

فاحمل معك ما لا وجود له هناك.

ومتى يجمل بك أن تحمل

من الأشياء ما هو موفور في المكان


"منطق الطير"

"فريد الدين العطار "

Tuesday, June 06, 2006

هزيمة 67 بين خيانة الحكام وفساد فقهاء السلطة... طلب محاكمة












..................................................

عيد باية حال عدت يا عيد
بما مضي أم لأرضي فيك تهويد؟
نامت نواطير مصر عن عساكرها
وحاربت بدلا منها الأناشيد
ناديت: يا نيل هل تجرى المياه دما
لكى تفيض، ويصحو الأهل ان نودوا؟
عيد بأية حال عدت يا عيد؟
أمل دنقل


.......


هزيمة 67 بين خيانة الحكام وفساد فقهاء السلطة...

طلب محاكمة ناصر وحكيم وهيكل والقرضاوي والشعراوي وشركائهم

توافق أمس مع الذكري 39 لهزيمة يونيو 1967، وقد يبدو هذا التاريخ بعيدا، وقد يكون حاضرنا المثبت علي جدار الزمن، حتي إشعار آخر، وما أشبه الليلة بالبارحة.


ولعله من الغريب أن الأنظمة السياسية لم تقم ولم تسمح حتى الآن بعد تسعة وثلاثين عاماً على الهزيمة بالقيام بدراسة وتحليل أسباب الهزيمة، ونشر الملفات السرية العسكرية ، بل مازالت تتكتم على المعلومات المتعلقة بالحرب والآليات التي استخدمت وبواطن القصور أو الفشل سياسياً وعسكرياً .


وتضاربت الاقوال في تعليل وتبرير الهزيمة النكراء، فمن فشل الايدولوجية القومية إلي إعتبار الهزيمة عقاباً الهياً ، علي أساس أن السلطة الحاكمة في هذا الوقت لالوم عليها ولاهم يحزنون.

ولم يتحدث أي من هؤلاء الشيوخ السفلة أو منظرو الهزيمة بقيادة صاحب عمود بصراحة وبوقاحة هيكل أبو سيجار عن إلغاء الحريات الفردية، رفض التعددية، الاستغناء عن الديمقراطية، استمرار قيادة العسكريين للبلاد، هيمنة البيروقراطية على إدارة الدولة، الإصرار على تحييد الناس وتنحيتهم عن قضاياهم، أي كأن شيئاً لم يكن، مع وعود غزيرة ببدء الاستعداد العسكري للرد على الهزيمة وكأن الهزيمة عسكرية محضة بدون بعد اجتماعي أو مجتمعي أو اقتصادي أو أخذ هيكلية النظام السياسي بعين الاعتبار.

وهاهو القرضاوي يطل بوجه القبيح ، ضمن ثلة من الأشياخ الناشرين للخرافة الدينية والأساطير الدينية إمعاناً في تعطيل العقل العربي وشلّه عن التفكير، يفتي بأن هزيمة 1967 كانت نتيجة لفراغ القلوب من الإيمان . وأن هناك مخلوقات بثياب بيض كانت تحارب مع الجنود المصريين في حرب 1973 وكان ذلك سبب النصر" (الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه، ص 95، 96).

وهي الدعوى نفسها التي قالها الشيخ متولي الشعراوي، وسجد ركعتين حمداً لله في الجزائر على هزيمة العرب 1967 لأن نظام عبد الناصر كان نظاماً كافراً برأيه، فاستحق هزيمة 1967.

وهو أيضا ـ القرضاوي ـ داعية الفكر التكفيري. فقد قام بتكفير كل من يدعو إلى العلمانية وفصل الدين عن الدولة. وهو بذلك قد كفّر معظم المثقفين العَلمانيين العرب، وكفّر كذلك معظم الدول العربية شبه العلمانية أو التي في طريقها إلى العلمانية وقال: "إن المسلم الذي يقبل العلمانية أو يدعو اليها، قد تنتهي به علمانيته إلى الكفر البواح والعياذ بالله" (الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه، ص 73.

و هو الداعية الذي يحرض الأطفال من أبناء المسلمين على العمليات الانتحارية ويقول في فتواه : هناك نوعان من الجهاد‏:‏ احدهما جهاد الطلب وهو فرض كفايه‏‏ لايخرج اليه كل الناس‏، والاخر فرض عين اذا اغتصب أرض المسلمين وجب علي المسلمين جميعاً ان ينفروا‏,‏ فيخرج الولد دون اذن والديه". وأضاف "أن ما يفعله أطفالنا في فلسطين يستحق الفخر‏. واصفاً هؤلاء الاطفال بالأشبال الأسود الذين تتباهي بهم الأمة (جريدة "الأهرام" 26/4/2001).

وهو الذي يدعو نساء المسلمين إلى القيام بالعمليات الانتحارية ويقول في فتواه: "وأنا أرى أن من حق الأخوات الملتزمات أن يكون لهن حظ ودور في الجهاد، ولهن أن يساهمن في خط الشهادة" (موقع القرضاوي على الانترنت 7/4/2002)

، مع العلم بأن إبنه الاكبر يدرس بإحدي جامعات أمريكا ، أي كتب علي أبناء فلسطين الموت ولإبنه السكينة عملا بمبدأ حرام عليكم حلال لنا أيها الرعاع.


ومن عجائب الأمور وجود حزب يسمي بالناصري وهو ملجأ لكل دراويش سيدي عبدالناصر المنهزم دائما، وتكية لتنابلة وأحفاد مجلس انقلاب عسكر يوليو الانكشارية الجراكسة، ومازالت هناك قاعات وشوارع وميادين بأسمائهم .

أليس من المنطقي المطالبة بمحاكمة هؤلاء بتهمة الخيانة العظمي؟

أليس من المنطقي تعرية وكشف كم الخداع والكذب والزيف التي قامت به منظومة الفساد المكونة من ناصر وحكيم وهيكل والقرضاوي والشعراوي واعضاء مجلس إنقلاب يوليو وشركائهم بتهمة الخيانة العظمي وقتل أكثر من عشرين ألف مصري، وسفك دمائهم الزكية علي تراب سيناء، وتشريد وتعطيل وتهجير ملايين المصريين ، والقضاء علي احلام أمة بكاملها.

أليس من المنطقي إستعادة شرف الأمة المصرية بمحاكمة السلطة المنوطة بالحكم آنذاك محاكمة تاريخية وتحميل خونة يوليو أسباب الهزيمة بدلا من الشعب المصري وجنوده البواسل وشهدائه البررة مسلمين ومسيحيين وشيوعيين وملحدين. وتأتي المحاكمة بالتبعية علي مايسمي بعسكر يوليو جميعا إبتداء من ناصر، إلي السادات الذي حول نصر أكتوبر إلي هزيمة وأشعل نار الفتنة الطائفية بمساعدة جماعة الاخوان المنحلة سياسيا وأخلاقيا، وإنتهاء بنظام مبارك.
أليس من المنطقي تجريس السلطة الدينية المنافقة والداعية إلي قتل روح الوطن والفساد في الارض والعمالة لدولة أجنبية.


وما أشبه الليلة بالبارحة كما قلت، فها هي نفس الوجوه نفس الاسماء او بأسماء أخري وبدائل الفكر القهري الظلامي. فمن الشعراوي إلي عبد الكافي، ومن ناصر إلي مبارك، ومن سامي شرف إلي العادلي، ومن هيكل إلي نافع ورجب وفوزي والشريف ...ويبقي القرضاوي ملكا علي مملكة التضليل والضلال .

ومازلنا نتحدث عن فسافس الامور وأهيفها وأهونها، فمن الحجاب إلي النسب للفراش إلي عورة الانترنت وغشاء البنت، دون وضع خطاب تأسيسي للخروج من هيمنة هؤلاء الأدعياء علي المستوي الديني والسياسي والثقافي والمعرفي.


محاكمة هؤلاء هي خطوة أولي لمحاكمة تاريخ مزيف، وإعادة الإعتبار للشعب المصري المثابر.

خطوة أولي مؤسسة في طريق الاصلاح من الجذور بعيدا عن التمنطق الاجوف والردة الثقافية والاسترزاق السياسي.





Thursday, June 01, 2006

الأراجوز



The breath of the morning wind
will soon spread the fragrance of musk,
And the world will become
young again
........................
.
الأراجوز جاع
باع الطرطور
رهن الزمارة و صاع
قال مش شغال
مسكين أراجوز
كان بيحب الأطفال
كان بيعلمهم حكاويه
كان لما يقول حدوته
يتلموا عليه
ياما عيال بلغوا من غناويه
و بقم شبان
سهيرة لوش الصبح
و فضل الأراجوز أراجوز
مسخوط و مقفع و مقتب و عجوز
لكن مابخلش على الأطفال
و حكى لهم حدوته و موال
عن غصون زتون أخضر
و جنينة قمح بيرويها شلال
مسكين أراجوز
كان عشمه يحكى حكاية تقعد طول العمر
لكن ماقدرش
الجوع تعبان أخرس
نابه زى المنشار
ينهش مصارين أراجوز ينهار
يصرخ و يسخسخ و يعافر
الجوع كافر
أراجوز ساب الحارة و سافر
و مشى فى بلاد الله
و تعب من اللف
هبد الطرطور فى الأرض و تف
و رجع زهقان
يلعب ف السامر زى زمان
يلعب نوبتين فى الشهر
و يقوم من الطبلية جعان
............................
فؤاد قاعود
1962